للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- القديمة أفضل من الحديثة.

٤- النسخ التي قوبلت بغيرها أحسن من التي لم تقابل١.

ذلك لأن هذه الأسس عامة وينقصها التحديد الدقيق لتتم على أساسها المفاضلة، وقد ذكر برجستراسر في محاضراته التي ألقاها على طلبة كلية الآداب، وهي تعد في طليعة ما كتب عن قضية تحقيق النصوص، أن هناك كتبا حققت، ولم تلتزم هذه القواعد، ومنها:

١- كتاب اللمع في التصوف، لأبي نصر عبد الله بن علي بن محمد بن يحيى السراج الطوسي، الصوفي، المتوفى سنة ٣٧٨ والذي نشره رينولد نيكلسون سنة ١٩١٤ في ليدن، وله مخطوطتان كتبت أقدمهما سنة ٥٤٨هـ، وكتبت الأخيرة منهما سنة ٦٣٨هـ والقديمة فيها نقص يصل إلى نحو ثلث الكتاب, والموجود منها غير مرتب ترتيبًا واضحًا، فبنى الناشر طبعته على النسخة الحديثة، ولم يستعمل القديمة إلا في بعض المقابلات لتصحيح النص.

وخروج الناشر هنا عن القاعدة صحيح, لما ذكرناه سابقًا؛ لأن قدم النسخة في حد ذاته ليس مسوغا كافيا.

٢- عيون الأنباء في طبقات الأطباء، لموفق الدين أبي العباس أحمد بن القاسم بن أبي أصيبعة بن خليفة السعدي الخزرجي، نشره المستشرق أوجست موللر، كتبت نسخته القديمة سنة ٧١٢هـ، أي: بعد وفاة المؤلف بأقل من نصف قرن، وأخطاؤها كثيرة، وأحسن منها نسخة أخرى أحدث منها بثلاثة قرون أي: إنها كتبت سنة ١٠١٧هـ، لكنها وإن كانت فاسدة في بعض أجزائها إلا أنه يبدو أنها نسخت من أصل قديم جيد؛ لأن أخطاءها قليلة٢.


١ أصول نقد النصوص ونشر الكتب، د. برجستراسر، إعداد الدكتور محمد حمدي البكري سنة ١٩٦٩، القاهرة ص١٤.
٢ المرجع السابق ص١٤، ١٥.

<<  <   >  >>