"ولم يصح شيء من هذا، ولا يثبت بوجه من الوجوه، ومع عدم صحته، بل بطلانه فقد دفعه المحققون بكتاب الله سبحانه" ثم ذكر بعض الآيات الدالّة على البطلان ثم قال: "وقال إمام الأئمة ابن خزيمة، إن هذه القصة من وضع الزنادقة".
٤- كلام الآلوسي في إبطال القصة:
وعلى كل حال فإن الحافظ ابن حجر رحمه الله متفق مع الذين أنكروا القصة على تنزيهه صلى الله عليه وسلم من أن يكون للشيطان تَكلُّم على لسانه عليه الصلاة والسلام، فالخلاف بينه وبينهم يكاد يكون شكليًا أو لفظيًا، وإنما الخلاف الحقيقي بينهم وبين بعض المتأخرين١ حيث ذهب إلى تصحيح القصة مع التسليم بها دون
١ هو الشيخ إبراهيم الكوراني كما صرح بذلك الآلوسي وهو إبراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكردي ولد بـ"شهرزور" في شوال "١٠٢٥هـ" وقدم المدينة ولازم القشاشي واجتمع في مصر عند مروره بها مع الشهاب الخفاجي، توفي بالمدينة في ٢٨ جمادى الأولى سنة "١١٠١هـ" كذا في "تاج العروس" للمناوي.