ثم جاءه جبريل بعد ذلك، قال: إعرض علَّي ما جئتك به، فلما بلغ:"تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترجى" قال جبريل: لم آتك بهذا، هذا من الشيطان! فأنزل الله:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ}[الحج: ٥٢] . وهكذا أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" من طريق أخرى عن سعيد بن حسن، كما سيأتي.
وقد روي موصولًا عن سعيد، ولا يصح:
رواه البزار١ في "مسنده" عن يوسف بن حماد عن أمية بن خالد، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -فيما أحسبه، الشك في الحديث- أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بمكة سورة "النجم" حتى انتهى إلى قوله: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى}[النجم: ١٩] ، وذكر بقيته، ثم قال البزار:
١ قلت: وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير: ورقة ١٦٢ وجه ٢" من نسخة خطية في المكتبة الظاهرية تحت رقم "٢٨٣ حديث" قال: حدثنا حسين بن إسحاق التستري، وعبدان بن أحمد، قالا حدثنا يوسف بن حماد المعنى به، وفيه: "ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى، شفاعتهم ترتجى". ورواه الضياء المقدسي في "المختارة: ق ١٢٠/١/٢" من طريق الطبراني وابن مرداويه من طرق عن يوسف به.