للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن الحسن بْنِ بُدَيْنَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عماَرَ الْمَوْصِلِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ١، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ وُكِّل بِهِ قَرِينٌ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِينٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ".

قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟

قَالَ: "وَإِيَّايَ، إِلا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ" ٢.

حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَمِثْلَهُ عن الْبُخَارِيِّ فِي مُسْنَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ.


١ كذا في الأصل، وفي "ب": "أبي مسعود"، والصحيح "ابن مسعود" كما يتبين من التخريج. والله تعالى أعلم.
٢ قوله: "فأسلم" برفع الميم وفتحها، وهما روايتان مشهورتان، فمن رفع قال: معناه أسلم أنا من شره وفتنته، ومن فتح قال: إن القرين أسلم من الإسلام وصار مؤمنًا لا يأمرني إلا بخير، واختلفوا في الأرجح منهما، فقال الخطابي: الصحيح المختار الرفع، ورجح القاضي عياض الفتح، وهو المختار لقوله صلى الله عليه وسلم: "فلا يأمرني إلا بخير"، واختلفوا على رواية الفتح؛ قيل: أسلم بمعنى استسلم وانقاد، وقد جاء هكذا في غير صحيح مسلم: فاستسلم، وقيل: معناه صار مسلمًا مؤمنًا، هذا هو الظاهر. قال القاضي: واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه. وفي هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه، فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان. "شرح مسلم ١٧/ ١٦٣، ١٦٤".

<<  <   >  >>