الخامس: أن يكون مجاهرًا بفسقه أو بدعته؛ كالخمر ومصادرة الناس وجباية المكوس وتولي الأمور الباطلة، فيجوز ذكره بما يجاهر به، ولا يجوز بسبب آخر. السادس: التعريف، فإذا كان معروفًا بلقب كالأعمش والأعرج والأزرق والقصير والأعمى والأقطع ونحوها جاز تعريفه به، ويحرم ذكره به تنقصًا ولو أمكن تعريفه بغيره كان أولى. والله أعلم. "شرح مسلم للنووي ١٦/ ٣٧٩". ٢ "وكونوا عباد الله إخوانًا" هكذا ذكره النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كالتعليل لما تقدم، وفيه إشارة إلى أنهم إذا تركوا التحاسد والتناجش والتباغض والتدابر وبيع بعضهم على بعض كانوا إخوانًا، وفيه أمر باكتساب ما يصير المسلمون به إخوانًا على الإطلاق، وذلك يدخل فيه أداء حقوق المسلم على المسلم من رد السلام وتشميت العاطس وعيادة المريض وتشييع الجنازة وإجابة الدعوة والابتداء بالسلام عند اللقاء والنصح بالغيب". وفي الترمذي عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "تهادوا؛ فإن الهدية تذهب وحر الصدر". وخرجه غيره ولفظه: "تهادوا تحابوا". وفي مسند البزار عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "تهادوا فإن الهدية تسل السخيمة". ويروى عن عمر بن عبد العزيز يرفع الحديث قال: "تصافحوا فإنه يذهب الشحناء وتهادوا". وقال الحسن: المصاحفة تزيد في المودة. وقال مجاهد: بلغني أنه إذا تراءى المتحابان فضحك أحدهما إلى الآخر وتصافحا تحاتت خطاياهما كما يتحات الورق من الشجر، فقيل له: إن هذا ليسير من العمل، قال: تقولون: يسير، والله يقول: {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} . جامع العلوم "ص٤٩٤، ٤٩٥". [٥٢] م "٤/ ٢١٦٧" "٥٠" كتاب صفات المنافقين وأحكامهم - "١٧" باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينًا - من طريق عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن منصور به، عن ابن مسعود، ولفظه: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن" قالوا: وإياك يا رسول الله! قال: "وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم؛ فلا يأمرني إلا بخير". رقم "٦٩/ ٢٨١٤". ومن طريق ابن المثنى وابن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور به عن ابن مسعود، وفيه: "وقد وكل به قرينه من الجن، وقرينه من الملائكة". وفي مسلم عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- حدثته أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج من عندها ليلًا قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: "ما لك يا عائشة أغرت"، فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقد جاءك شيطانك"، قالت: يا رسول الله، أومعي شيطان؟ قال: "نعم"، قلت: ومع كل إنسان؟ قال: "نعم"، قلت: ومعك يا رسول الله، قال: "نعم؛ ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم".