رقم "٢٤٧" - أطرافه في "٦٣١١، ٧٣١٣، ٦٣١٥، ٧٤٨٨". م "٤/ ٢٠٨١" "٤٨" كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار - "١٧" باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع - من طريق عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب به، وهو على نحو ما عند البخاري. رقم "٥٦/ ٢٧١٠". قال ابن حجر في شرح هذا الحديث عند البخاري: قوله: "وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك" كذا لأبي ذر وأبي ولغيرهما "أسلمت نفسي" قيل: الوجه والنفس هنا بمعنى الذات والشخص: أي أسلمت ذاتي وشخصي لك، وفيه نظر للجمع بينهما في رواية أبي إسحاق عن البراء الآتية بعد باب ولفظه: "أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك ووجهت وجهي إليك"، وجمع بينهما أيضًا في رواية العلاء بن المسيب وزاد خصلة رابعة ولفظه: "أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك"، فعلى هذا فالمراد بالنفس هنا الذات، وبالوجه القصد، وأبدى القرطبي هذا الاحتمالًا بعد جزمه بالأول. قوله: "أسلمت" أي: استسلمت وانقدت، والمعنى: جعلت نفسي منقادة لك تابعة لحكمك؛ إذ لا قدرة لي على تدبيرها ولا على جلب ما ينفعها إليها ولا دفع ما يضرها عنها، وقوله: "وفوضت أمري إليك" أي: توكلت عليك في أمري كله، وقوله: "وألجأت" أي: اعتمدت في أموري عليك لتعينني على ما ينفعني؛ لأن من استند إلى شيء تقوى به واستعان به، وخصه بالظهر لأن العادة جرت أن الإنسان يعتمد بظهره إلى ما يستند إليه، وقوله: "رغبة ورهبة إليك" أي: رغبة في رفدك وثوابك " ورهبة" أي: خوفًا من غضبك ومن عقابك. قال ابن الجوزي: أسقط "من" مع ذكر الرهبة وأعمل "إلى" مع ذكر الرغبة، وهو على طريق الاكتفاء كقوله الشاعر: "وزجَّجن الحواجب والعيونا" والعيون لا تزجج؛ لكن لما جمعهما في نظم حمل أحدهما على الآخر في اللفظ، وكذا قال الطيبي، ومثل بقوله: "متقلدًا سفيًا ورمحًا". قلت: ولكن ورد في بعض طرقه بإثبات "من" ولفظه: "رهبة منك ورغبة إليك" أخرجه النسائي وأحمد من طريق حصين بن عبد الرحمن عن سعد بن عبيدة. قوله: "لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك" أصل ملجأ بالهمز ومنجا بغير همز؛ ولكن لما جمعا جاز أن يهمزا للازداج، وأن يترك الهمز فيهما، وأن يهمز المهموز ويترك الآخر، فهذه ثلاثة أوجه، =