للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ سَتَرَ أخاه المسلم ستره


= البصر وتدنو الشمس منهم، فيبلغ الناس من الكرب والغم ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس بعضهم لبعض: ألا ترون ما بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم عند ربكم" وذكر حديث الشفاعة، خرجاه بمعناه من حديث أبي هريرة، وخرجاه من حديث عائشة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "تحشرون حفاة عراة غرلًا"، قالت: فقلت: يا رسول الله، الرجال والنساء ينظر بعضهم بعضًا؟ فقال: "الأمر أشد من أن يهمهم ذلك".
وخرجه من حديث ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قال: "يقوم أحدهم في الرشح إلى أنصاف أذنيه".
وخرجاه من حديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعًا، ويلجمهم حتى بلغ آذانهم" ولفظه للبخاري. ولفظ مسلم: "إن العرق ليذهب في الأرض سبعين ذراعًا، وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس أو إلى آذانهم".
وخرج مسلم من حديث المقداد عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "تدنو الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل أو ميلين فتصهرهم الشمس فيكونون في العرق قدر أعمالهم، فمنهم من يأخذه إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجامًا".
وقال ابن مسعود: الأرض كلها يوم القيامة نار، والجنة من ورائها ترى أكوابهاوكواعبها، فيعرق الرجل حتى يرشح عرقه في الأرض قدر قامة، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه وما مسه الحساب، قال: فممَّ ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: ما يرى الناس ما يصنع بهم.
وقال أبو موسى: الشمس فوق رءوس الناس يوم القيامة، فأعمالهم تظلهم أن تصحبهم.
وفي المسند من حديث عقبة بن عامر مرفوعًا: "كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس".
٣- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة":
هذا أيضًا يدل على أن الإعسار قد يحصل في الآخرة، وقد وصف الله يوم القيامة بأنه عسير وأنه على الكافرين غير يسير، فدل على أن يسره على غيرهم، وقال: {وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا} والتيسير على المعسر في الدنيا من جهة المال يكون بأحد أمرين: إما بإنظاره إلى الميسرة، وذلك واجب كما قال تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} ، وتارة بالوضع عنه إن كان غريمًا، وإلا فبإعطائه ما يزول به إعساره. وكلاهما له فضل عظيم. وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وآله سلم- قال: "كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرًا قال لصبيانه: تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه". وفيهما عن حذيفة وأبي مسعود الأنصاري سمعا النبي -صلى الله عليه وآله سلم- يقول: "مات رجل فقيل له: بِمَ غفر الله لك؟ فقال: كنت أبايع الناس فأجاوز عن الموسر وأخفف عن المعسر" وفي رواية قال: "كنت أنظر المعسر وأتجوز في السكة -أو قال: في النقد- فغفر له". وخرجه مسلم من حديث أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله سلم. وفي حديثه: "قال الله: نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه".
وخرج أيضًا من حديث أبي قتادة عن النبي -صلى الله عليه وآله سلم- قال: "من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه". وخرج أيضًا من حديث أبي اليسر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "من أنظر معسرًا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله".
وفي المسند عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وآله سلم- قال: "من أراد أن تستجاب دعوته أو تكشف كربته فليفرج عن معسر". =

<<  <   >  >>