للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم حصل بعد ذلك الإعراض عن كتاب الله وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم فحدثت البدع، وظهرت الفرق ونشأ الضلال في الأسماء والصفات، فحرفوا كتاب الله، وألحدوا في دين الله فأصبحوا "يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن الضالين" (١).

ولذلك كان لزاماً على كل مسلم أن يتعلم حقائق الدين، ليتعرف على الطريقة الصحيحة لعبادة الله عز وجل القائل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)} [الذاريات: ٥٦].

وقد أحببت أن اكتب في هذا البحث من أجل توضيح عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة المحبة لله عز وجل، ثم توضيح مذهب المعطلة في ذلك والرد عليهم.

لأن العلم بالله وأسمائه وصفاته هو أهم العلوم، وذلك لأن شرف العلم من شرف المعلوم.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (٢) رحمه الله: " العلم بالله وما يستحقه من الأسماء والصفات، لا ريب أنه مما يفضل الله به بعض الناس على بعض، أعظم مما يفضلهم بغير ذلك من العلوم " (٣).

وقد كانت خطة البحث على النحو التالي:

يشتمل هذا البحث على تمهيد، ومقدمة، وفصلين، وخاتمة.

أما التمهيد فيشتمل على أهمية هذا الموضوع وسبب اختياره، وخطة البحث.

أما المقدمة: تحدثت فيها عن تعريف المحبة لغةً واصطلاحاً.

أما الفصل الأول: تحدثت فيه عن مذهب أهل السنة والجماعة في صفة المحبة لله عز وجل.

أما الفصل الثاني: تحدثت فيه عن مذهب المعطلة في صفة المحبة لله عز وجل والرد عليهم.

الخاتمة: تحدثت فيها عن الخلاصة من هذا البحث.


(١) الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد ص ٨٥.
(٢) هو شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني الدمشقي، الإمام العالم، العلامة الفقيه، القدوة، ولد سنة ٦٦١ هـ بحران، وتوفي سنة ٧٢٨ هـ. انظر البداية والنهاية لابن كثير ص (١٤/ ١٤١)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي، ص (٦/ ٨٠)، والأعلام للزركلي، ص (١/ ١٤٤).
(٣) درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (٧/ ١٢٩).

<<  <   >  >>