للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنعام:٢٥]

٢٥- فوظيفة الرسل صلوات الله تعالى عليهم، ووظيفة أتباعهم السالكين لسبيلهم الوارثين لعلومهم وهديهم، هي كسر هذه الأغلال عن القلوب وإرجاعها إلى حالتها الفطرية، سليمة صافية ترى كل شيء على حقيقته فترى الحق حقا والباطل باطلا، وسلاحهم لذلك ما يوحي الله تعالى من علوم، وما ينزِّل من هداية ورحمة، وما يصف نفسه به من صفات حسنى بأسلوب ونظام يملأ القلوب إجلالا له، وحبا خالصا، ليعبدوه مخلصين له الدين حنفاء.

٢٦- كذلك قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر الهجري، ومن قبله قام بهذه الوظيفة علماء مخلصون صادقون، ولا تزال في هذه الأمة طائفة قائمة على الحق لا يضرها من خالفها ولا من خذلها حتى يأتي أمر الله، كما أخبر بذلك الرسول الصادق صلى الله عليه وسلم.

٢٧ - ومن أبرز هؤلاء وأظهرهم في القرنين السابع والثامن شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم رحمهما الله، فإن هذين الإمامين الجليلين قاما في وقتهما بجهاد ما كان مستوليا على الأمة من الجبت الطاغوت، فقام عباد هذه الطواغيت يدفعون عن أنفسهم وعن طواغيتهم بكل ما استطاعوا: تلك الصواعق التي كان يرسلها هذان الإمامان من سماء علمهما، وما زالت الحرب بين حزب الرحمن وحزب الشيطان على أشدها حتى اخترمت المنية شيخ الإسلام ابن تيمية حبيسا في قلعة دمشق التي كانت

<<  <   >  >>