١- الوهابية: نسبة إلى الإمام المصلح، شيخ الإسلام، محمد بن عبد الوهاب مجدد القرن الثاني عشر، وهي نسبة على غير القياس العربي فلقد كان الصحيح أن يقال:"المحمدية" إذ أن اسم صاحب هذه الدعوة، والقائم بها هو "محمد" لا "عبد الوهاب" على أننا نتجاوز عن هذا الخطأ العربي، ونماشي العامة الآن، لننظر كيف، ولماذا أطلق هذا اللقب على هذه الدعوة، والقائمين بها؟ علّنا نقف بالقارئ على بعض السر الذي دعا إلى استعماله، ثم إلى شيوعه في الأقطار العربية وغيرها، إلا نجدا، وما يتصل بها. فإن من أعجب العجب أنك لا تجد لهذا اللقب أثرا فيها، ولا عند النجديين النازحين عنها إلى غيرها للتجارة، أو الإقامة والاستيطان، لا بل الأعجب من هذا أنهم يستنكرون ذلك ممن يخاطبهم به، أو ينسبهم إليه وأنهم جميعا من ملكهم، وأمرائهم، ومشايخهم- الذين أكثرهم من آل الشيخ محمد، وتجارهم وعامتهم يطلقون على أنفسهم، من حيث الوطن والقطر "نجديين" ومن حيث المذهب والعقيدة "حنابلة".
٢- وإنهم لحنابلة متعصبون لمذهب الإمام أحمد في فروعه، ككل أتباع المذاهب الأخرى، فهم لا يدّعون – لا بالقول، ولا بالكتابة-: أن الشيخ ابن عبد الوهاب أتى بمذهب جديد، ولا اخترع علما غير ما كان عند السلف الصالح، وإنما كان عمله وجهاده لإحياء العمل بالدين الصحيح، وإرجاع الناس إلى ما قرره القرآن في توحيد الآلهية والعبادة لله وحده: ذلاً وخضوعا، ودعاء ونذرا، وحلفا وتوكلا، وطاعة لشرائعه، وفي توحيد الأسماء والصفات، فيؤمن بآياتها كما وردت، لا يحرف ولا يؤول، ولا