عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود أطال الله عمره، وأيد ملكه، ومتع الإسلام بقوة سلطانه، وامتداد زمانه.
٢٧٠ - ولد عند أذان فجر يوم الثلاثاء العشرين من شهر ذي الحجة من شهور سنة ١٢٩٧وهو الموافق لليوم السادس عشر من نوفمبر من سنة ١٨٧٩ ميلادية. وكان جو الرياض في هذه الأيام مكفهرا بإحداث مروعة وفتن كقطع الليل المظلم. فالإمام عبد الرحمن لم يصل إلى الولاية إلا بعد حروب أهلية طاحنة، وعروة الصفاء والمحبة بين الرؤساء والزعماء منفصمة، فحين أخذ الإمام عبد الرحمن يطفئ هذه الفتن إذا بها تشتعل جذوتها بأروع وأشد من قبل ابن الرشيد الذي أخذ يتابع غزواته على الرياض في عنف وشدة، والرياض تزداد كل يوم وهنا على وهن أمام جيوش مزودة بالسلاح العثماني الكثير والمال الوفير، حتى انتهت أخيراً باستيلاء ابن الرشيد عليها في سنة ١٨٨٥، وولى عليها من قبله من يحكمها تحت سلطانه. وقبع الإمام عبد الرحمن في داره. وجمرة الغيظ تأكل قبله، إذ أعجلته الأيام عن الوصول إلى غايته التي كان يسعى لها جاهدا. وهى لمُّ شعث أولئك الزعماء الذين أكلهم التحاسد، وفرق شملهم، وأذهب ريحهم، وألزمهم الفشل في كل مواقفهم. وحاول تقوية أواصر المحبة