والأخوة، والتي كان يعمل لها بالدين والعقيدة الإسلامية التي كان هذا الإمام متمكنا منها، ومتمكنة منه غاية التمكن.
٢٧١ - في وسط هذه العواصف الهوج، والزعازع المقلقة بزغت شمس عبد العزيز. حين صاح مؤذن الفجر "حي على الصلاة حي على الفلاح" فكأن ذلك الداعي إلى الفلاح الدنيوي والأخروي يبشر بهذا الفلاح في وجه ذلك المولود السعيد الذي حقق الله فيه هذه البشرى، فأسعد أهل الجزيرة. وأنا لهم على يديه عز الدنيا والآخرة، وفلاحهما.
٢٧٢ - رضع هذا المولود السعيد التقوى والورع، وخشية الله مع لبان ثدي أمه التي كانت أصلح أهل زمانها وأتقاهن لله، ومن أبيه الذي كان كذلك، وغذى بآيات الجد والعمل، وروح الحرب والجهاد، وغسل ما لحق بأسرة آل سعود، وما لحق بدعوة التوحيد على يد ابن الرشيد وغير ابن الرشيد الذين كادوا لهما وأذلوهما بمعاونة العثمانيين
٢٧٣ - حضر الحروب الهائلة، ورأى رؤوس الرجال تطير، والدماء تسفك، وهو حول العاشرة أو دونها. وذلك: أن سالما أمير الرياض من قبل ابن الرشيد حاول أن يقضى على آل سعود بمكيدة الأنذال الجبناء، وأن يجمعهم في حفلة سمر مع إمامهم عبد الرحمن، ثم يلقى بالإشارة إلى عبيده وجنده، فيذبحونهم كالخراف. لكن الإمام عبد الرحمن ليس بغافل، ففطن للمكيدة، ورأى الحفرة أمامه، فصمم على إيقاع سالم فيها، وأفضى بذلك آل سعود، فجاءوا إلى السمر متهيئين، وحضروا بقلوب السباع لا بوادعة الحمل، فلما صفا المجلس، وقبل أن يفكر سالم كيف يسلم مما رأى من خيبة