[أثر آل سعود الكرام في خدمة الإسلام وإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم]
١٦٥ - انتقل الشيخ إلى الدرعية في خلال سنة ١١٥٨، وكان له من العمر إذا ذك اثنتان وأربعون سنه، قضاها كلها في طلب العلم والرحلات مابين نجد والحجاز والبصرة واليمن، وكان حاضر البديهة متوقد الذكاء، دقيق الحس، لا يترك شيئاً يقع تحت حسه إلا درسه من جميع نواحيه الدينية والاجتماعية، ثم خلص من درسه هذا بنتيجة عملية كان لها بعدُ أثرها في الدعوة وتنظيمها.
١٦٦ - فكان إذن قد تهيأت له كل أسباب القوة: علم واسع، وخبرة بأساليب نشر هذا العلم وإذاعته، وسيف آل سعود الذي كان بريقه يخطف أبصار ورؤس المجادلين بالباطل عن الباطل، فيبطل كيد الشيطان ويتجلى للناس ما في دعوة التوحيد، وهداية القرآن من سعادة ورحمة.
١٦٧ - ما أسرع ما شاع خبر هذه البيعة-بيعة الأمير محمد بن سعود على نصرة التوحيد، والجهاد في سبيل الله وعلم ذلك أتباع الشيخ وأحبابه الذين استجابوا لله وللرسول في العيينة وحريملا وغيرها، وقد كانوا من قبل هذه البيعة يستخفون، حذراً من شوكة الجهلاء القائمة، وسلطانهم النافذ: