١٦١ - ما كاد الأمير يسمع مقالة الشيخ حتى وقر في نفسه صدقها، وأن أوجب الواجبات عليه أن يضع سيفه وماله وولده تحت أمره.
١٦٢ - أخذ الأمير يفكر في مستقبل هذه الدعوة، وما ستجر وراءها من حروب سيشعل نارها عبدة الطاغوت. فإذا ما عزَّ جانب الشيخ، وقوي حزبه. فلعل أهل العيينة أو غيرهم يحتالون على خروج الشيخ إلى بلدتهم فيحرم هو وإخوانه من علم الشيخ، وشرف الجهاد معه لإعلاء كلمة الله. فقال له:"يا شيخ، هذا دين الله ورسوله، لا شك، وأبشر بالنصرة والجهاد لمن خالف التوحيد. ولكن أريد أن أشترط عليك اثنتين "الأولى" إذا قمنا في نصرتك والجهاد معك في سبيل الله وفتح الله البلدان، أخاف أن ترحل عنا، وتستبدل بنا غيرنا. "والثانية": لي على الدرعية قانون آخذه منهم في وقت الثمار، وأخاف أن تقول: لا تأخذ شيئا منهم".
١٦٣ - فقال له الشيخ:"أما الأولى فابسط يدك الهدم الهدم، والدم الدم. وأما "الثانية" فلعل الله أن يفتح لك الفتوح، فيعوضك من الغنائم خيراً منها" فبايع الشيخ على ذلك، وعلى إقامته شعائر الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وسُرَّ الشيخ والناس بذلك أعظم سرور.
١٦٤ - ولما تمت هذه البيعة، ووثَّق صفقتها، وأشهد الله عليها قام ودخل مع الأمير إلى الدرعية. في حفل حاشد وجمع عظيم وكان يوماً في الدرعية مشهوداً.