للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً} [النساء:١١٧-١٢٠]

٩٥ - وكلما قام الداعي إلى الله، لينقذهم من مخالب الشيطان، تدرعوا بالتقليد الأعمى وتحصنوا به، فقالوا: {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} [الشعراء:٧٤] ، وهذا الذي عليه المشايخ كلهم، كم لنا من سنين طويلة ونحن نرى الناس على هذا العلم والدين؟ فكل هؤلاء ضلال. وأنت المهتدى وحدك؟.

٩٦ - فانظر أيها المنصف إلى تلك الحجج الداحضة ولا تعجب من شيوخ هذا الضلال، ورؤساء هذا الشرك فإنهم يربون المريدين على قاعدة "إذا كان شيخك جحشاً أمسك في ذيله، إذا رأيت أهل البلد يعبدون حماراً أو عجلا حش وارمي له، شيخك جاسوس قلبك، يدخل ويخرج من حيث لا تشعر. كن بين يدي شيخك كالميت بين يدي المغسل، لا إرادة لك ولا عقل ولا تفكير: فإذا قال لك السماء تحت، والأرض فوق. قل آمنت وصدقت. وإياك ثم إياك أن تعترض على شيخك في أي قول يقوله، أو أي فعل يفعله، أو أي أمر يأمرك به: مهما كان مخالفاً للكتاب والسنة والقياس والإجماع فإن المعترض مغلوقة دونه أبواب السموات والجنات".

٩٧ - التقليد الأعمى هو الذي قتل في الأمة الإسلامية التفكير الجدي الذي يثمر الثمرات الصالحة، وقتل فيها روح الاستقلال، فأصبحت خاملة خامدة أطفأ فيها جذوة النشاط وجعلها ذيلا لغيرها في كل أمر وعمل فأصبحت كالخرقة البالية، وقتل كل خلق حميد، وصفة جميلة. ومهد للمدنية الأوربية الفاجرة، ولدولها من ورائها، فاستعمرت الدور والقلوب.

<<  <   >  >>