ولهم الجنة" فقام أسعد بن زرارة فقال: "إن إخراجه اليوم مناوأة للعرب كافة، وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك فخذوه وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة، فذروه فبينوا ذلك، فهو أعذر لكم عند الله. فقالوا: أمِطْ عنا يا أسعد، فو الله لا ندع هذه البيعة ولا نستقيلها أبداً".
١٥٢ - قد كان موقف الأمير محمد مماثلا لهذا الموقف، لأنه بنصرته للشيخ سيتعرض لأهل نجد، وسيرميه هؤلاء وأولئك جميعا عن قوس واحدة، لأنه قام يهدم معبوداتهم الباطلة ويندد بجاهليتهم، ويقضي على عقائدهم الخرافية التي تمكنت من قلوبه، مع الزمان الطويل والتقيد للآباء
١٥٣ - فاستمهل أخويه: أن يراجع نفسه، وينظر في أمره فاستعانا عليه بزوجه الصالحة المؤمنة العاقلة الحازمة "موضى بنت أبي وهطان" وشرحا لها أمر الشيخ، وما يدعو إليه، وما طارده أهل العيينة وغيرها من أجله
١٥٤ - فما لبثت المرأة الصالحة أن أدركت بفراستها أن مثل هذه الدعوة لا بد أن ينصرها الله، وينصر من قام بها مخلصا صادقا، لا يرجو إلا وجه ربه، وسرعان ما انضمت إلى أخوي زوجها تؤيدهما.
١٥٥ - وأخذت حين رأت زوجها تعزم عليه أن يستجيب لأخويه فيما دعواه إليه من الخير، وتبين له أن هذا الشيخ نعمة عجلها الله له، وعز في الدنيا والآخرة خصه الله به، فبادرْ إلى إكرامه والحفاوة به، واغتنم هذه الفرصة وقم بنصره فيما يدعو إليه ولينصرن الله من ينصره.