للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

على الحرمين الشريفين، وذلك ما كان يرجوه ويصبو إليه من كل نفسه.

٢٤٤ - وبلغ محمد على ما أراد من الحجاز ونجد، فأراد ضمهما إلى مصر، لكن أوربا لم تمكن له، فأغرت به الدولة العثمانية، وكان هو من جانبه يصانعها حرصا على كيانها أمام أوربا، وخوفا على الخلافة أن تضيع، فعاد الحجاز إلى الدولة العثمانية في ربيع الأول سنة ١٢٤٣هـ، وعاد الفساد والفسق، وعبادة القبور وانتهاك الحرمات واضطراب الأمن، وفساد لأحوال، وعادت الجاهلية قريبا مما كانت.

٢٤٥ - توالت على نجد، وعلى آل سعود الكوارث بعد الحرب التركية التي انتهت باستيلاء إبراهيم باشا على الدرعية، وتخريبها، والقبض على كل آل سعود وآل الشيخ، وإرسالهم أسرى إلى مصر، إلا من أفلت من أيديهم، وهرب في البادية فلم يقدروا عليه، وإرسال الإمام عبد الله بن سعود إلى الآستانة، ثم قتله بها، بعد إعطائه العهود الوثيقة بالأمان على نفسه وولده وماله. وعادت إليها القلاقل والفساد، لكن بعد مدة وجيرة، عاد كثير من آل سعود إليها، وعملوا على إرجاع ملكهم المضاع، وإصلاح ما فسد، ثم وقعت بين أفراد الأسرة السعودية فتن أخرجت الرياض من أيديهم في سنين عدة إلى آل الرشيد، من قبيلة شمر أمراء حايل.

٢٤٦ - كانت الدولة العثمانية لا تفتأ تغري آل الرشيد بآل سعود وتمدهم دائما بالسلاح والمال للقضاء عليهم، وبعد حروب وفتن وقلاقل انتهى الأمر إلى استيلاء عبد الرحمن بن الرشيد على الرياض وإخراج الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي، والد جلالة الملك عبد العزيز، إلى

<<  <   >  >>