للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

محسنون للوضوء والغسل، والصلاة، والزكاة، والصيام بذلك كما ينبغي، وهؤلاء النادر القليل ١.

ويضيف آدم عبد الله الألوري- أحد علماء نيجيريا- إلى ذلك قوله: " لما انتشرت البدع بين اللمعاء ودب الفساد في نفوس المسلمين وعظموا الأشجار والأحجار ونسبوا إليها الرزق والولد والخير والشر، وتعمق الملوك في الجور والطغيان، حتى إذا مرض أحدهم ذبح عبدا أو أمة له ليفديه من الموت، تلك هي الأشياء التي أنهضت نية ابن فودي للقيام بالدعوة إلى إخماد البدع الشنيعة وإحياء الشريعة" ٢.

وفي سنة ١٢١٥ هـ بدأ عثمان بن فودي الدعوة إلى الإصلاح، كما بدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته: دعوة إلى الدين بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويبدو من منهجه في الإصلاح العودة بالإسلام إلى ما كان عليه زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته- رضي الله عنهم- فأخذ يدعو إلى إحياء الشريعة الإسلامية المستمدة من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح - رضوان الله عليهم.

ولما زاد عدد أتباع الشيخ عثمان ومريديه، رأى أن ينتقل إلى المرحلة الثانية من الدعوة، وفكر في الاتصال بأحد الملوك ليشد من أزره، فلجأ إلى أقوى ملوك الهوسة- وهو وقتذاك- الملك نافتا (ملك غوبر) ، وشرح له الإسلام الصحيح وطلب إليه إحياء معالم الدين، وإقامة العدل بين الناس. فاستجاب له- أول الأمر- وأسند إليه الفتوى والإرشاد بمجلسه وديوانه ٣. غير أن بعض مدعي العلم الحاقدين، قاموا يعيرونه لاتصاله بالملك ويتهمونه بالرياء والسعي إلى الجاه والسلطان، ووشوا به عند الملك.


١ محمد بللو بن عثمان بن فودي: إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور, طبع دار الشعب. القاهرة ١٣٨٣ هـ (١٩٦٤م) ص ٥٨-٦٠.
٢ آدم عبد الله الألوري: الإسلام في نيجيريا ص ٣٥- ٣٦.
٣ آدم عبد الله الألوري, نفس المصدر ص ٣٧.

<<  <   >  >>