للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- قوله: "فأجاب يسوع وقال لهم الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الأب يعمل" (١) . وقال: "ليس كل من يقول يا رب يدخل ملكوت السموات بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات" (٢) .

ففي النصوص السابقة نفى عيسى - عليه السلام - القدرة على إدخال من شاء ملكوت الله وأبان أنه لا يدخل ملكوت الله إلا من أراد الله وحده له ذلك وليس ذلك للمسيح لأن مشيئة المسيح تحت مشيئة الله، وقدرته تحت قدرة الله كما في النص - الآنف الذكر - حيث يقول: "لا يقدر الابن [المسيح] أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الأب [الله] يعمل" فالله وحده - سبحانه - هو القادر على كل شيء قدرة تليق بجلاله وعظمته. وقد جاء في نص آخر " لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله" (٣) وكذا القول المنسوب إلى المسيح - عليه السلام - نفسه "عند الناس غير مستطاع ولكن ليس عند الله لأن كل شيء مستطاع عند الله" (٤) .

أما قدرة المسيح فهي قدرة محدودة تناسب مقامه وليس له إلا ما أقدره الله عليه. ومشيئة المسيح تحت مشيئة الله وبإذن الله كما قال المسيح -فيما نسب إليه-: "يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت" (٥) .


(١) يوحنا (٥: ١٩) .
(٢) متى (٧: ٢١) .
(٣) لوقا (١: ٣٧) .
(٤) مرقس (١٠: ٢٧) .
(٥) متى (٢٦: ٣٩) .

<<  <   >  >>