للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو ناشئ عن الكلمة التي قال له بها كن فكان والروح التي أرسل بها جبريل" (١) .

كما يقول ابن كثير - في تفسير قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ} (آل عمران:٤٥) .: "أي بولد يكون وجوده بكلمة من الله أي يقول له كن فيكون وهذا تفسير قوله {مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ} كما ذكر الجمهور" (٢) . ويقول ابن جرير: "قال آخرون: بل هي [أي قوله كلمة منه] اسم لعيسى سماه الله بها كما سمى سائر خلقه بما شاء من الأسماء" (٣) .

ويروي بإسناده عن قتادة أنه قال:"قوله {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} قال: قوله {كُنْ} فسماه الله عز وجل كلمته لأنه كان عن كلمته" (٤) . وقال أبو عبيد: "كلمته: كن فكان" (٥) .

وكلمة الله التي قيلت لعيسى في القرآن وسمي بها هي مضافة إلى الله سبحانه وتعالى وقد قسم ابن تيمية رحمه الله المضاف إلى الله تعالى إلى قسمين: إضافة صفات وإضافة أعيان "فالصفات إذا أضيفت إليه تعالى كالعلم والقدرة والكلام والحياة والرضا والغضب ونحو ذلك دلت الإضافة على أنها إضافة وصف له قائم به ليست مخلوقة لأن الصفة لا تقوم بنفسها ولابد لها من موصوف تقوم به، فإذا أضيفت إليه علم أنها صفة له لكن قد يعبر باسم


(١) المرجع السابق ج (١) ص: (٥٩٠) .
(٢) تفسير ابن كثير ج (١) ص (٣٦٣) .
(٣) محمد بن جرير الطبري: "جامع البيان عن تأويل آي القرآن" دار الفكر - ١٤٠٥هـ - ج (٣) ص (٢٦٩) .
(٤) المرجع السابق ج (٣) ص (٢٦٩) .
(٥) صحيح البخاري ج (٤) كتاب (٥٤) باب (٤٦) حديث (١٠٩) ص (١٣٢) .

<<  <   >  >>