للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصفة عن المفعول بها، فيسمى المقدور قدرة والمخلوق بالكلمة كلاماً والمعلوم علماً والمرحوم به رحمة" (١) .فعيسى عليه السلام ليس هو عين الكلمة وإنما قيل له كلمة الله لأنه خلق بالكلمة ولم يكن له أب تولد منه وإنما هو ناشئ ومخلوق عن الكلمة: كن.

ثم إن الإضافة من حيث اللغة "نسبة بين اسمين" (٢) . ويشترط فيها أن "لا يضاف الاسم إلى مرادفه فلا يقال: ليث أسدٍ" (٣) .

بينما يزعم النصارى أن عيسى هو الكلمة وأن الكلمة هي الله (٤) مما يعني تبعا لذلك أن اسم عيسى ولفظ الجلالة (الله) اسمان ومسميان مترادفان عند النصارى - والعياذ بالله - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً مما يبطل هذه الإضافة لغة وعقلاً لأنها حينئذ حسب اعتقاد النصارى تصبح مكونة من اسمين مترادفين ولا تصح هذه الإضافة إلا إذا كانت تدل على اسمين وذاتين يختلف كل منهما عن الأخرى.

ثم من جهة أخرى فإن هذا التركيب المكون من المضاف والمضاف إليه يدل لغة على معنى يختلف عن المقصود بالمضاف إليه وحده فقط، أو بالمضاف فقط فإذا قلنا: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن المراد بالتركيب الإضافي في هذه الجملة - وهو قولنا (رسول الله) - المكون من المضاف (رسول) ومن المضاف إليه لفظ الجلالة (الله) هو رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الإنسان المخلوق،


(١) ابن تيمية "الجواب الصحيح" ج٢ ص (١٥٨) .
(٢) مصطفى الغلابيني "جامع الدروس العربية" الطبعة الثامنة عشرة (١٤٠٥هـ-١٩٨٥م) جـ (٣) ، ص (٢٠٥) .
(٣) المرجع السابق ج (٣) ص (٢١١) .
(٤) انظر ص (٧) .

<<  <   >  >>