للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما المضاف إليه وحده فإنه لفظ الجلالة إسم الله سبحانه وتعالى وشتان مابين الرسول المخلوق والمرسِل الخالق سبحانه وتعالى فالمضاف إليه يدل على مسمى معين والتركيب من المضاف والمضاف إليه يدل على مسمى آخر مختلف كلياً عن ما يدل عليه المضاف إليه.

وهذا يعني من حيث اللغة أن: كلمة الله (المضاف والمضاف إليه) التي قيلت لعيسى والتي هي اسم له عليه السلام ليست هي المضاف إليه هنا وهو لفظ الجلالة (الله) فهذان اسمان يدلان على ذاتين مختلفتين ذات عيسى المخلوقة التي تليق ببشريته وذات الخالق - سبحانه وتعالى - التي تليق بجلاله وعظمته وشتان مابين ذات الخالق وذات المخلوق. فكل ما في الأمر أن (كلمة الله) قيلت لعيسى عليه السلام اسماً له لأنه مخلوق بالكلمة كما مر فادعاء النصارى أن الكلمة تجسدت وصارت عيسى أمر مكذوب على القرآن لأنه يدل على أن عيسى بها صار ولم يكن هو الكلمة. فعيسى – عليه السلام - مخلوق وكلمة الله: كن ليست مخلوقة.

فهذه اعتقادات النصارى حاولوا تلبيساً إنزالها على بعض نصوص القرآن والقرآن بريء من ذلك إضافة إلى عدم قبول اللغة لهذا وكذا العقل بل إن أسفار العهد الجديد توافق هذا حيث جاء في بعضها قوله " ويدعى [أي عيسى] اسمه كلمة الله" (١) .

وقد شرح أحد النصارى المقصود بكلمة الله التي وردت في بعض النصوص (٢) بأنها ما جاءت في التوراة في قوله "قال فكان هو أمر فصار" (٣) .


(١) رؤيا يوحنا (١٩: ١٣) .
(٢) بطرس (٣: ٥) و (عب ١١،٣) .
(٣) المزمور (٣: ٩) .

<<  <   >  >>