للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَا دُمْتُ حَيّاً وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً} (مريم: ٣٠-٣٣) .

٣) أن عيسى عليه السلام خلق من الطين كهيئة الطير فنفخ فيه فصار طيراً بإذن الله (١) .

٤) أن عيسى عليه السلام كان ينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم (٢) .

كل هذه الأخبار الغيبية لا يعلمها حتى النصارى أنفسهم وفق أناجيلهم الحالية، كما مر (٣) . فإنما أنزلها الله على يد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن.

ب) ماجاء في القرآن من إخبار نبي من أنبياء بني إسرائيل لهم عن آية ملك طالوت عليهم. قال تعالى {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (البقرة: ٢٤٨) فهذا نبي من بني إسرائيل يخبرهم عن أمور غيبية مستقبلية لم تحدث بعد آنذاك فما جعل ذلك منه إلهاً.

ج) ما أعطاه الله سبحانه وتعالى - للخضر من العلم الغيبي الذي لم يُعطَه رسول من أولي العزم من الرسل وهو موسى صلوات الله وسلامه عليهم، فإن الخضر خرق سفينة المساكين الذين يعملون في البحر حفاظاً عليها لأن الله أعلمه أن وراءهم ملكاً يأخذ كل سفينة غصباً، وقتل الغلام خشية أن يرهق أبويه طغياناً وكفراً، وأقام الجدار الذي كان يريد أن ينقض، إذ كان لغلامين


(١) انظر ص (٤٥) .
(٢) انظر سورة آل عمران (٤٩) .
(٣) انظر ص (٤٥) .

<<  <   >  >>