للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيء كثير لا يتسع المقام لذكره، مثل الأخبار عن الأقوام السابقين له صلوت الله وسلامه عليه وعن رسلهم وما جرى لهم مع أقوامهم ومثل الإخبار عن قصة سليمان والهدهد وملكة سبأ إلى غير ذلك من أمور غيبية ماضية بل وأمور غيبية مستقبلية (١) .

ولما كانت الدعوى (دعوى الألوهية وما يرتبط بها) مدعاة من النصارى والمنصرين على القرآن ولأن بعض أهل الكتاب كما يقول ابن تيمية يقول "لا نصدق إلا بما في القرآن" (٢) . أي من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم (٣) فإنه يحسن ذكر بعض ما أنزله الله سبحانه وتعالى على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن من الأخبار الغيبية ولاسيما بعض ما يرتبط بعيسى صلى الله عليه وسلم وأمه مما انفرد به القرآن الكريم ومن ذلك:

١) أن مريم حملت بعيسى عليه السلام {فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} (مريم: ٢٢-٢٥) .

٢) أن عيسى عليه السلام تكلم في المهد و {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ


(١) انظر رحمت الله الهندي "اظهار الحق" ج٢ ص: (٨١) فما بعد، وعبد العزيز السلمان "من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم" الطبعة الثانية والعشرون ١٤٢٠هـ/١٩٩٩م ومحمود مهدي الاستانبولي "إعجاز القرآن العلمي" الطبعة الثانية، مكتبة السوادي للتوزيع، جدة.
(٢) ابن تيمية الجواب الصحيح ج٦، ص (٦٨) .
(٣) لاشك أن هذا من باب الجدل فقط وعلى زعم محاولة إلزام المسلم من خلال مسلماته، فيما يعتقدون أنه حجة لهم مثل: معجزات عيسى عليه السلام أو غيرها.

<<  <   >  >>