للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في القرآن (١) . يقول تعالى {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (البقرة: ٧٢-٧٣) .

فهؤلاء الذين ضربوا الميت ببعض لحم البقرة فقام حياً بإذن الله ليسوا من الرسل - على ما يظهر - وعلى الرغم من هذا حدثت على أيديهم هذه المعجزة بإذن الله فهل كان هذا مدعاة لتأليه أحد منهم؟ أو تأليه موسى عليه السلام؟

إن النصارى زعموا أن علة تأليه عيسى عليه السلام هي إحياؤه للموتى (٢) ولو فرض أنها علة لتأليه أحد ما من البشر، لكان العقل موجباً أن يؤله كل من اشترك في هذه العلة فقام بمثل هذه المعجزات أو الأمور الخارقة للعادة. وقد شارك عيسى غيره في معجزة الإحياء كما مر آنفاً، مما يبطل ادعاء النصارى في تأليه عيسى عليه السلام لإحيائه الموتى على نحو عام ويبطل نسبة هذا التأليه إلى القرآن على نحو خاص لأن القرآن أوضح أن كل ذلك بإذن الله وأن هناك من أنعم الله عليه بمثل معجزات عيسى عليه السلام في إحياء الموتى، ولم يجعل ذلك منهم آلهة.

ثانياً: الإخبار بالغيب

أخبرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن العظيم عن بعض من أنعم عليهم: بإطلاعهم - من لدنه - على بعض الغيوب من ذلك:

أ) ما أنزل على سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه من الغيوب سواء في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة وهو


(١) سورة البقرة الآيات (٦٧-٧١) .
(٢) انظر ص (٧) .

<<  <   >  >>