وقال أبو سهل النيلي:
قُولا لمُنَى قلبيَ إسماعيلا ... أنعِمْ بِنَعَمْ أطلتَ إسماعيلا
شعَّلتَ حَشَايَ بالهَوَى تَشْعيلا ... أدرِكْ رَمَقي فإنَّ صبرِي عِيلا
وقال المؤمّل بن أميل:
لسْنا بسَالينَ إن سَلَوا أبداً ... عنهمْ ولا هاجرينَ إنْ هَجَروا
نحنُ إذاً في الجَفَاءِ مثلهُمُ ... إذا غدرْنا بهم كَما غَدَروا
إنْ يهجرُونا فطالَمَا وَصَلوا ... وإنْ يَغيبُوا فطالَمَا حَضَروا
وقال آخر:
أنت كدَّرتَ يا حياتي حياتي ... أنت أقررت بي عيونَ العداةِ
يا قضيباً يهتزُّ بين رياض ... وغزالاً يجولُ في الفلواتِ
أنت أحلَى من الأمانِ لجان ... ومن النَّوم وقت كلّ صلاةِ
ليسَ بِي أن أموت وجداً ولكنْ ... حذراً من شماتِ أهل الشّماتِ
ويروى للمهدي أمير المؤمنين:
أمَا يكفيكِ أنَّكِ تملكيني ... وأنَّ النَّاس كلّهم عَبيدي
وأنَّك لو قطعت يدي ورجلي ... لقلت من الرّضا أحسنت زيدي
أرَى ماء وبي عطش شديد ... ولكن لا سبيلَ إلى الورودِ
ورودي حوض مائك فاعلميه ... أحبُّ إليَّ من نيلِ الخلودِ
غداً ينأَى الأحبَّةُ غير شكّ ... فأبد مقالة الرَّجل الجليدِ
ستضحي بعدَ بينهم وحيداً ... غداً والله جارك من وحيدِ
وقال سحيم الحبشي عبد بني الحسحاس:
فما بيضةٌ باتَ الظَّليمُ يحفُّها ... ويرفعُ عنها جؤجؤاً مُتجافِيا
ويُلبسُها من الصَّقيع جناحَهُ ... ويبدي لها وَحْفاً من الزِّفِّ وافِيا
بأحسنَ منها يومَ قالتْ أرائحٌ ... مع الرَّكبِ أمْ ثاوٍ لَدَينا ليالِيا
ألا نادِ في آثارهنَّ الغَوانيا ... تساقينَ سمّاً ما لهنَّ وما لِيا
وراهُنَّ ربِّي مثلَ ما قد وَرَيْنني ... وأحمَى على أكبادهنَّ المكاوِيا
تعاوَرْنَ مِسواكِي وأبقينَ مُذْهَبَا ... من الحليِ في صُغْرَى بنانِ شمالِيَا
فلو كنتُ ورداً لونُه لعَشِقْنَني ... ولكنَّ ربِّي شانَني بسوادِيا
رأتْ قَتَباً رثّاً وأخلاقَ شَمْلَةٍ ... وأشعثَ ممَّا يملكُ النَّاسُ عارِيا
وقال آخر:
يا قمراً غابَ عن عِيانِي ... قلْ لِي حبيبي مَتَى الطُّلوعُ
غِبْتَ وما غبتَ عن فُؤادي ... يا ليتَ شِعري مَتَى الرُّجوعُ
لو أنبَتَ العشبَ دمعُ عينٍ ... لكانَ في خَدّي الرَّبيعُ
آخر:
إنْ أنتَ لم تقدِرْ علَى نقدِ الجُمَلْ ... فليسَ للحُبِّ معَ الفقرِ عَمَلْ
وقال القاضي التنوخي:
أعشَقُ لا عشقتُ أخا نُحولٍ ... فَغيري صاحبُ الخلْقِ الظَّريفِ
إذا لمَسَتْهُ كَفِّي لم تلامسْ ... سِوَى جِلدٍ علَى بَدَنٍ نحيفِ
آخر:
قالُوا عشقتَ عظيمَ الجِسمِ قلتُ لهم ... الشَّمسُ أعظَمُ جسمٍ حازَهُ الفلَكُ
وقال آخر في ضدّه:
شرْطِي البياضُ فلا أبغِي بِهِ بدلاً ... ممَّن أَرَى قدَّه كالغصنِ مجْدولا
لا أعشَقُ الأسمرَ المقبوحَ من سِمَن ... لكنَّني أعشَقُ البِيضَ المَهازِيلا
وقال آخر:
بَدَتْ فبَدَا لنا قمرٌ ... بَها واللَّيلُ مُعتَكِرُ
فقالتْ ما دَهَاكَ أبِنْ ... فقلتُ دَهَانيَ النَّظرُ
سَلِي أجْفانَكِ المرضَى ... وعندَ جُهَينَةَ الخبرُ
وقال آخر:
أصبُو إلى فِئة نادمتُهم زَمَناً ... مثلَ الشَّياطينِ في زِيِّ الشَّياطينِ
مَشَوا إلى الرَّاحِ مشيَ الرُّخِّ وانصرفُوا ... والرَّاحُ تمشي بهم مشيَ الفَرازينِ
وقال الحسن بن هانئ في أدب الشّرب:
ولستُ بقائلٍ لنديمِ صدقٍ ... وقد أخَذَ الشَّرابُ بوجنتَيْهِ
تَنَاولْها وإلاَّ لمْ أذُقْها ... ليشربَهَا وإنْ ثقُلتْ عليهِ
ولكنِّي أصدُّ الكأسَ عنهُ ... وأصرِفُها بغمزَةِ حاجبيهِ
وإنْ ثنَّى الوِسادَ لنومِ سُكْرٍ ... دَفعتُ وِسادَتي أيضاً إليهِ
وقال آخر في نحوه:
قلْ للأميرِ أدامَ اللهُ مدَّتهُ ... والحقُّ أفضلُ من تنحُوهُ من نَحْوِ
إنَّ الشَّرابَ له رسمٌ سمعتَ بِهِ ... أنْ لا يُعادَ حديثُ السُّكْرِ في الصَّحْوِ
وقال آخر: