مشرقُ الوجهِ أضاءَ الغَلَسا ... كادَ لا يُبقي لنفسِي نَفَسَا
لبسَ الصّوفَ لكيْ أنكِرهُ ... وبَدَا لي شاحباً قدْ عَبَسا
قلتُ أهلاً وقد عَرفناكَ وَذَا ... جُلُّ سُوءٍ لا يَشين الفَرَسا
كلُّ ثوبٍ أنتَ فيه حَسَنٌ ... لا يُبالي حَسَنٌ ما لبِسَا
آخر:
لا تَعجَبُوا من بِلَى غِلالتِهِ ... إذْ زُرَّ كَتَّانهُ علَى القَمَرِ
وقال مروان بن أبي حفصة:
إنَّ الغَوانِي طالَمَا قَتَّلنَنَا ... بعُيُونهنَّ وما وَديْنَ قَتيلا
أردينَ عروةَ والمرقّشَ قبلَهُ ... وكثيِّراً قتلنَهُ وجَميلا
إنْ لم أكُنْ ممَّن قتلنَ فإنَّني ... ممَّن تركنَ فؤادَهُ مَتْبولا
وقال أبو أحمد اليمامي:
ما ذاقَ مُرَّ الموتِ قبل مَذاقِهِ ... إلاَّ محبٌّ غابَ عنهُ حبيبُ
النَّارُ في أحشائِهِ مَشْبوبَةٌ ... والدَّمعُ في أجفانِهِ مسكوبُ
ضِدَّانِ مختلِفانِ يَعْتَوِرانه ... ليَتِمَّ في الدُّنيا له التَّعذيبُ
وقال ابن المعتزّ:
أقولُ لصحبٍ ضمَّتِ الكأسُ شملهمْ ... وداعِي صَباباتِ الهَوَى يترنَّمُ
خُذوا بنصيبٍ من نعيمٍ ولذَّةٍ ... فكلٌّ وإنْ طالَ المَدَى يتصرَّمُ
ألا إنَّ أهنا العيشِ ما سامحتْ بِهِ ... صُروفُ اللَّيالي والحوادثُ نُوَّمُ
آخر:
أقولُ للقلبِ وعاتَبْتُهُ ... علَى التَّصابي مِئَتَيْ مرَّهْ
يا قلبِ دعْ عنكَ طِلابَ الهَوَى ... ما كلُّ يومٍ تسلَمُ الجرَّهْ
وقال نصيب:
إنْ تسألُوا عن قِصَّتِي فأنا الَّذي ... لعِبَ السّقامُ بمُهْجَتي فأعَلَّها
قالُوا يسرُّكَ أنْ تزُورَكَ في الكَرَى ... وتَبِينُ نفسُك عنكَ قلتُ ومَنْ لها
أنشدني سليمان بن رحمة بن غانم الأسدي:
ولمَّا تلاقَيْنا جرتْ من عيونِنَا ... دُموعٌ كَفَفْنا غربَهَا بالأصابِعِ
ونِلْنا سِقاطاً من حديثٍ كأنَّها ... جَنَى النَّحلِ ممزوجاً بماءِ الوقائِعِ
أنشدني قاضي سجستان:
ملكتَ روحِي فأنتَ تُتْلِفها ... حكمُك في قبضِ مُهجَتِي ماضِ
والخصمُ لا تُرتَجَى النَّجاةُ لهُ ... يوماً إذا كانَ خصمُهُ القاضِي
وقال أبو العبَّاس الأشعث الزوزني:
يا مَن حَمَى عيني الكَرَى وينامُ ... قَتْلِي بلا جرمٍ عليكَ حرامُ
شيَّبتَ رأسِي قبل حينِ مَشيبِهِ ... ومِن العجائبِ أن يَشيبَ غلامُ
وقال آخر:
يا هلالاً يدورُ في فلكِ النَّا ... وَرْدِ رفقاً بأعيُنِ النَّظَّارَهْ
قِف لنا في الطَّريقِ إنْ لم تزُرْنا ... وقفةٌ في الطَّريقِ نصفُ زِيارَهْ
وقال أبو الفضل بن العميد:
قدْ سَبَاني ابنُ مجوس ... يٍّ بطرفٍ واحْوِرارِهْ
وجهُهُ قبلَةُ وَجهي ... وفُؤادِي بيتُ نارِهْ
آخر:
مُتَهَوِّدٌ صبَغَ الهَوَى لَوني لَهُ ... وأذابَ قلبي في الهَوَى تَذكارُهُ
فكأنَّني من صُفرتِي عَسَليُّهُ ... وكأنَّني من دقَّتي زِنَّارُهُ
فإذا جَحَدْتُ هواهُ أوْ أنكرتُهُ ... شَهدتْ عليَّ من الهَوَى آثارُهُ
وقال بعض القضاة في نصرانيّ:
لولا الحياءُ وأنَّني مَستورُ ... والعيبُ يلحقُ بالكبيرِ كَبيرُ
لَحَلَلْتُ بالبيتِ الَّذي أنتُم بِهِ ... ولَكانَ منزلُنَا هو المَهجورُ
في خيَّاط:
وأعذبُ من شَمِّ ريحِ الحنا ... نِ خيوطٌ تَرَوَّينَ من ريقِهِ
في بائع السُّكّر:
يَصيحُ والسّكّرُ قُدَّامهُ ... مَنْ يَشتري الحلوَ من الحلوِ
وقال أبو علي الفَلْجَرْدي في كاتب مختطّ:
وقد غَرَّهُ خطَّانِ خَطُّ بَنَانِهِ ... وخَطُّ عِذارٍ كالمدادِ يلوحُ
وليسَ يُبالي بالزَّمانِ وأهلِهِ ... ولا بغرابٍ بالفراقِ يَنوحُ
أنشدني الحسن بن أبي قابوس:
عَلَّقوا اللَّحمَ للبُزا ... ةِ علَى ذِرْوَتَيْ عَدَنْ
ثمَّ لامُوا البُزاةَ أنْ ... خَلَعتْ عندَهَا الرَّسَنْ
قلْ لمنْ لامَ في الهَوَى ... نَقِّبُوا وجهَهُ الحَسَنْ
وقال آخر:
يا قمراً جَمّشتُهُ فَتَغَضَّبا ... وأظهَرَ إعْراضاً لنا وتَجنُّبا