للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومِعْصَمٍ مخضّبٍ ثنيتُه

آخر:

أنتَ في الأربعينَ مِثلُكَ في العش ... رين قُلْ لي مَتَى يكونُ الفَلاحُ

وقال آخر:

يا خاضِبَ الشَّيْبِ بالحِنَّاءِ يستُرُه ... سَلِ الإلهَ سِتْراً من النَّارِ

لنْ يرحلَ الشَّيْبُ عن دارٍ يَحلُّ بها ... حتَّى يُرحّلَ صاحبَ الدَّارِ

وقال آخر:

قالتْ وقدْ راعها مَشيبي ... كنتَ ابنَ عَمٍّ فصِرْتَ عَمَّا

فقلتُ لا تَعْجَبِي لِهذا ... قد كنتِ بنتاً فصرتِ أُمَّا

أنشدني قاضي هراة وهو أبو القاسم الداودي:

ولي صاحِبٌ ما كنتُ أرضاهُ صاحباً ... فلمَّا التَقَينا كانَ أكرمَ صاحبِ

نَفِسْتُ عليه أنْ يُفارقَ بعدَما ... تمنَّيتُ دهراً أنْ يكونَ مُجانِبِي

وقال آخر يمدح الشَّيْب ويخفّفه علَى قلبه:

والشَّيْبُ إنْ يَحلُلْ فإنَّ وَرَاءهُ ... عُمْراً يكونُ خِلالَهُ مُتَنَفَّسُ

لم ينقِصْ منِّي المَشيبُ قُلامَةً ... الآنَ حينَ بَدَا أَلَبُّ وأكيسُ

آخر:

من عاشَ أخلقتِ الأيَّامُ جِدَّته ... وخانَهُ ثِقَتاهُ السَّمعُ والبَصَرُ

آخر:

وأرَى اللَّيالي مَا طوَتْ من قُوَّتي ... رَدَّتْه في عِظَتي وفي إفْهامِي

آخر:

ولَعمرُ الشَّبابِ ما كانَ عنِّي ... أوَّلَ الرَّاحلينَ مِن أصحابي

وقال أبو العتاهية:

نعى لك شرخ الشباب المشيب ... وناداك باسم سواك الخطوب

فكُنْ مستعدّاً لداعي الفَنَاء ... فإنَّ الَّذي هو آتٍ قريبُ

وقبلَكَ داوَى الطَّبيبُ المريضَ ... فعاشَ المريضُ وماتَ الطَّبيبُ

وقال أعرابيّ:

وخَريدةٍ مَسَحتْ عِذاري ... مَسَحتْ مَشيبي بالخِمارِ

قالتْ غُبار قدْ عَلا ... كَ فقلتُ مَاذا بالغبارِ

هَذا الَّذي نقَلَ الملو ... كَ إلى القبورِ من الدِّيارِ

وقال آخر، وكان الزهري يتمثَّل به:

ذَهَبَ الشَّبابُ فلا شَبابَ جُمانا ... وكأنَّ شَيئاً بَانَ لم يَكُ كَانَا

وطَويتُ كفِّي يا جُمَانَ علَى العَصَا ... وكَفَى جُمَانا بطَيِّها حَدَثانا

يا مَنْ لِشيخٍ قد تَخَدَّدَ لحمُهُ ... أفنَى ثَلاثَ عمائمٍ ألوانَا

وقال آخر:

أبنيَّ إنِّي قدْ كَبِرتُ ... وقدْ حنا قوسي الكِبرْ

وابْيَضَّ بعْدَ سَوادِهِ ... وجُثُوله منِّي الشَّعرْ

وتَقَاربَ الخطوُ البعيدُ ... وكَلَّ سَمْعِي والبَصَرْ

فعليكُمُ بالغَزْو في ... أعيانِ قومكمُ الغُرَرْ

والقَوْدِ للخيلِ العِتَاقِ ... إلى الثُّغُورِ بلا بَطَرْ

كَيْما تعيشوا مُوسِري ... ن من المُوَبَّلَة العَكَرْ

إنَّ الكريم بلا غنًى ... كالقَوسِ ليسَ لها وَتَرْ

أنشدني أبو الحسن بن محمد بن الحسن بن جعفر بن أبي روح الزوزني:

كَفَى الشَّيْبُ عاراً أنَّ صاحبَهُ إذا ... أردتَ له وَصْفاً به قلتَ أشيَبُ

وكانَ قياسُ الأصلِ أن قستَ شائِباً ... ولكنَّه من جُملةِ العَيْبِ يُحسَبُ

وقال عبد الله بن طاهر:

اشتَعَلَ الرَّأسُ فأخفيتُهُ ... وَكَلَّ مِقْراضِي فأَعْفَيْتُهُ

وكلَّما حاولتُ قَصّاً له ... وقلتُ في نفسي أفنيتُهُ

عاوَدَني مِن غدِهِ طالِعاً ... كأنَّني بالأمسِ ربَّيتُهُ

أَرومُ ما ليستْ له حِيلةٌ ... أعيانِيَ الشَّيْبُ فخلَّيتُهُ

وقال آخر:

نَذيرٌ ولكنَّه صامِتٌ ... وضيفٌ ولكنَّه شامِتُ

وإشْخاص موتٍ ولكنَّه ... إلى أنْ يُشَيِّعني ثابِتُ

وقال الخليل السجزي:

الشَّيْبُ أبهَى من الشَّبابِ ... فلا تُهَجّنْه بالخِضابِ

هَذا غرابٌ وذاكَ بَازٍ ... والبازُ أبهَى من الغُرابِ

قيل لعبَّاس بن مرداس بعدما شاخ: لو شربت النَّبيذ لزاد في قوَّتك، فقال: لا أُصبح رئيسَ قومي ثمَّ أُمسي وأنا سفيهُهم وأنشأ يقول:

رأيتُ النَّبيذَ يُذِلُّ العزيزَ ... ويَزدادُ فيه الوَضِيعُ انْفِساخَا

ويُوقِعُ في سَوْأةٍ شاربيهِ ... ويَكسُو التَّقيَّ النَّقيَّ اتّساخَا

فإنْ كانَ ذا جائزاً في الشَّبابِ ... فما العُذرُ فيه إذا المرءُ شاخَا

<<  <   >  >>