للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فارتعد عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين، لا تُرَعْ فإنِّي أكنى بأبي الوليد، فقال: كلانا للمنيَّة بمرصد.

وقال سليمان بن يزيد العدوي:

حلَّ المشيبُ حلولَ غيرِ مزايل ... ومَضَى الشَّبابُ مولِّياً لا يرجِعُ

وخلعتَ عنكَ إلى المشيبِ رداءهُ ... والشَّيْبُ عنك رداءه لا يخلَعُ

عمَّا قليلٍ ما تدِبُّ علَى العَصَا ... إنْ لمْ يعاجِلْكَ الأجلُّ الأقطَعُ

حتَّى كأنَّكَ في النُّهوضِ تَحامُلاً ... بعدَ اعتدالٍ من قناتكَ تركَعُ

أحلامُ نوْمٍ أوْ كظِلٍّ زائلٍ ... إنَّ اللَّبيبَ بمثلها لا يُخدَعُ

وقال آخر:

بكيتُ لقربِ الأجلْ ... وبعدَ فواتِ الأمَلْ

ووافدِ شيبٍ طَرَا ... بعَقْبِ شبابٍ رَحَلْ

شبابٌ كأنْ لم يكُنْ ... وشيبٌ كأنْ لم يَزَلْ

وقال محمود الوراق:

يَهوَى البقاءَ وإنْ مُدَّ البقاءُ لهُ ... وأدركتْ نفسُهُ فيها أمانيها

أبقَى البقاءُ لها في نفسِهِ شُغُلاً ... لمَا يَرَى من تصاريفِ البلَى فيها

وقال أيضاً:

يحبُّ الفَتَى طولَ البقاءِ وإنَّه ... علَى ثقةٍ أنَّ البقاءَ فَنَاءُ

زيادتُهُ في العمرِ نَقْصُ حياتِهِ ... وليسَ علَى طولِ البقاءِ نَمَاءُ

وله:

يا خاضبَ الشَّيْبِ الَّذي ... في كلِّ ثالثةٍ يَعودُ

إنَّ النُّصُولُ إذا بَدَا ... فكأنَّه شيبٌ جديدُ

وله:

قائدُ الغفلةِ الأمَلْ ... والهَوَى قائدُ الزَّلَلْ

قتلَ الجهلُ أهلَهُ ... ونَجَا كلُّ مَنْ عَقَلْ

أيُّها المبتَنِي الحُصُو ... نَ وقد شابَ واكتَهَلْ

أخبَرَ الشَّيْبُ عنكَ أ ... نَّكَ في أخِرِ الأجَلْ

آخر:

يا ميِّتاً في كلِّ يومٍ بعضُهُ ... سَدِّدْ فتوشِكُ أن تموتَ جميعَا

آخر:

يشيبُ لِئامُ النَّاسِ في نقرة القَنَا ... وشيبُ كرامِ النَّاسِ يعلُو المفارِقا

أنشدني الحسن بن محمد الخريمي:

أراني في انْتِقاصٍ كلَّ يومٍ ... ولا يبقَى علَى النُّقصانِ شيءُ

طوَى الفتيان ما نَشَراهُ منِّي ... فأخلَقَ جَدَّتِي نَشْرٌ وطَيُّ

وقال أبو الطيّب:

وما ماضِي الشَّبابِ بمسترَدٍ ... ولا يومٌ يمرُّ بمُسْتَعَادِ

مَتَى لَحَظتْ بياضَ الشَّيْبِ عينِي ... فقد وجدتْهُ منها في السَّوادِ

مَتَى ما ازْدَدْتُ من بعدِ التَّناهِي ... فَقَدْ وقعَ انْتِقاصِي في ازْدِيادِ

وقال آخر:

المرءُ يأملُ أنْ يَعي ... شَ وطولُ عيشٍ ما يضرُّهْ

تفنَى بشاشتهُ ويب ... قَى بعدَ حلوِ العيشِ مُرُّهْ

وتَسوؤُهُ الأيَّامُ حتَّى ... مل يَرَى شيئاً يسُرُّهْ

والمرءُ للدُّنيا تَبُو ... عٌ وهي دائبَة تغرُّهْ

من لمْ يكتِّمْ سِرَّه ... عن مؤنسيهِ باحَ سرُّهْ

كم شامِتٍ بي إنْ هلك ... تُ وقائلٍ لله دَرُّهْ

وقال بعضهم:

والمرءُ يعجبُهُ الحياةُ وإنْ ... ملأَ الصَّحيفةَ طولَها وِزْرا

والقوتُ يُسخِطُهُ وفيه غنًى ... ويُحِبُّ وفراً يجلُبُ الفقْرَا

أنشدني كامل بن أحمد الفراهيدي:

رأيْنَ الغَوانِي الشَّيْبَ لاحَ بعارِضِي ... فأعرضْنَ عنِّي بالخدودِ النَّواضِرِ

وكنَّ إذا أبصرْنَنِي أوْ سمِعْنَ بِي ... سعينَ فرقَعْنَ الكُوى بالمحاجرِ

آخر:

قالوا كساكَ الشَّيْبُ ثوبَ جلالةٍ ... لا تَغلطوا ثوبَ الفناءِ كسانِي

لا تَغْبِطوني بالجديدِ لبسْتُهُ ... ليتَ الجديدَ لكمْ ولِي خُلْقَانِي

وقال آخر:

وحبَّبَ أوطانَ الرِّجالِ إليهم ... مآربُ قضَّاها الشَّبابُ هنالِكَا

إذا ذكَروا أوطانَهُم ذكَّرَتْهُمُ ... عهودَ الصِّبى فيها فحنّوا لذلكَا

آخر:

إذا ما ماتَ بعضُكَ فابْكِ بعضاً ... فبعضُ الشَّيء من بعضٍ قريبُ

وقال آخر:

أُرانيَ أنسَى ما تعلَّمتُ في الكِبَرْ ... ولستُ بناسٍ ما تعلَّمتُ في الصِّغرْ

ولو فُتِشَ القلبُ المعلَّمُ في الصِّبى ... لأُلفيَ فيهِ العلمُ كالنَّقشِ في الحَجَرْ

وقال أمية بن أبي الصلت:

<<  <   >  >>