للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لحكم الله فيهم؛ ففي "صحيح البخاري" عن بجالة بن عبدة؛ قال: "كتب عمر بن الخطاب أن اقتلوا كل ساحر وساحرة"، وعن جندب مرفوعا: "حد الساحر ضربه بالسيف"، رواه الترمذي.

٦- التطير:

وهو التشاؤم بالطيور والأسماء والألفاظ والبقاع والأشخاص وغير ذلك فإذا عزم شخص على أمر من أمور الدين أو الدنيا، فرأى أو سمع ما يكره؛ أثر فيه ذلك أحد أمرين: إما الرجوع عما كان عازما عليه تطيرًا وتأثرًا بما رأى أو سمع، فيعلِّقُ قَلْبَه بذلك المكروه، ويؤثر ذلك على إيمان، ويخل بتوحيده وتوكله على الله. وإما أن لا يرجع عما عزم عليه، ولكن يبقى في قلبه أثر ذلك التطير من الحزن والألم والهم والوساوس والضعف.

فيجب على من وجد شيئا من ذلك في نفسه: أن يجاهدها على دفعه، ويستعين بالله، ويتوكل عليه، ويمضي في شأنه، ويقول: "اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك".

والتطير داء قديم، ذكره الله عن الأمم الكافرة، وأتهم كانوا يتطيرون بخير الخلق، وهم الأنبياء وأتباعهم المؤمنين؛ كما ذكر الله عن فرعون وقومه؛ أنهم إذا أصابتهم سيئة {يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ} ١، وكما ذكر الله عن قوم صالح أنهم قالوا له: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ} ٢، وكما ذكر الله عن أصحاب القرية أنهم قالوا لرسل الله {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} ٣، وكما ذكر الله عن المشركين أنهم تطيروا بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ كما في قوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ} ٤.

وهكذا دين المشركين واحد؛ حيث انتكست قلوبهم وعقولهم؛ فاعتقدوا


١ سورة الأعراف، الآية ١٣١.
٢ سورة النمل، الآية٤٧.
٣ سورة يس، الآية ١٨.
٤ سورة النساء، الآية ٧٨.

<<  <   >  >>