للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الروح مخلوقة]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٤/ ٢١٦) : "ورح الآدمي مبدعة باتفاق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة، وقد حكى إجماع العلماء على أنها مخلوقة غير واحد من أئمة المسلمين".

وقال تلميذه العلامة ابن القيم: "والذي يدل على خلقها وجوه) وذكر اثني عشر وجها:

"منها: قول الله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} ١؛ فهذا اللفظ عام، لا تخصيص فيه بوجه ما، ولا يدخل في ذلك صفاته؛ فإنها داخلة في مسمى اسمه؛ فلله سبحانه هو الإله الموصف بصفات الكمال، وهو سبحانه بذاته وصفاته الخالق وما سواه مخلوق.

ومنها: قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً} ٢، وهذا الخطاب لروحه وبدنه، وليس لبدنه فقط؛ فإن البدن وحده لا يفهم ولا يخاطب ولا يعقل، وإنما الذي يفهم ويخاطب هو الروح.

ومنها: قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} ٣، وهذا الإخبار إما أن يتناول أرواحنا وأجسادنا؛ كما يقوله الجمهور، وإما أن يكون واقعا على الأرواح قبل خلق الأجساد؛ كما يقوله من يزعم ذلك، وعلى التقديرين؛ فهو صريح في خلق الأرواح.

ومنها: النصوص الدالة على أن الإنسان عبد بجملته، وليست عبوديته واقعة على بدنه دون روحه، بل عبودية الروح وعبودية البدن تبع؛ كما أنه تبع لها في الأحكام، وهي التي تحركه وتستعمله، وهو تبع لها في العبودية.

ومنها: قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً


١ سورة الرعد، الآية: ١٦.
٢ سورة مريم، الآية: ٩.
٣ سورة الأعراف، الآية: ١١.

<<  <   >  >>