للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سعيد".

ومنهم ملائكة موكلون بقبض الأرواح؛ قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ} ١، وقال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} ٢؛ فملك الموت له أعوان من الملائكة يستخرجون روح العبد من جسمه حتى تبلغ الحلقوم؛ فيتناولها ملك الموت.

والمقصود: أن الله وكل بالعالم العلوي والسفلي ملائكة تدبر شؤونهما بإذنه وأمره ومشيئته - سبحانه تعالى؛ كما قال تعالى: {لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} ٣، وقوله: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ٤.

فلهذا يضيف - سبحانه - التدبير إلى الملائكة تارة لكونهم المباشرين له؛ كقوله تعالى: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً} ٥،ويضيف التدبير إليه تارة؛ كقوله: {يُدَبِّرُ الأمْرَ} ٦.

فالملائكة رسل الله في خلقه وأمره.

واسم المَلَك يتضمن أنه رسول؛ لأنه من الألوكة؛ بمعنى الرسالة، وقال تعالى: {جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} ٧، وقال تعالى: {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً} ٨؛ فهم رسل الله في تنفيذ أمره الكوني الذي يدبر به السماوات والأرض.

وهم رسله في تدبير أمره الديني الذي تنزل به على الرسل من البشر؛ قال تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ أَنَا فَاتَّقُونِ} ٩، وقال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاس} ١٠.


١ سورة الأنعام، الآية ٦١.
٢ سورة السجدة، الآية ١١.
٣ سورة الأنبياء، الآية ٢٧.
٤ سورة التحريم، الآية ٦.
٥ سورة الذاريات، الآية ٥.
٦ سورة السجدة، الآية ٥.
٧ سورة فاطر، الآية ١.
٨ سورة المرسلات، الآية ١.
٩ سورة النحل، الآية ٢.
١٠ سورة الحج، الآية ٧٥.

<<  <   >  >>