للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها: تحريم الزكاة عليه وعلى آله. ومنها أنه أحل له الوصال في الصيام، وأحل له الزيادة على أربع نسوة. ومنها: أنه أحل له القتال بمكة. ومنها: أنه لا يورث. ومنها: بقاء زوجيَّتِه بعد الموت، وإذا طلق امرأة تبقى حرمته عليها؛ فلا تنكح ... إلى غير ذلك من الخصائص النبوية.

ولنتكلم عن ثلاث من أعظم خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي: الإسراء والمعراج، وعموم رسالته، وختم النبوة به صلى الله عليه وسلم.

١- الإسراء والمعراج.

قال - سبحانه وتعالى - {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ١.

قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية الكريمة: "يمجد تعالى نفسه، ويعظم شأنه؛ لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه؛ فلا إله غيره، ولا رب سواه. {الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} ؛ يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم. {لَيْلاً} ؛ أي: في جنح الليل. {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} :وهو مسجد مكة. {إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} : وهو بيت المقدس الذي بإيليا معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام، ولهذا جمعوا له هناك كلهم، فأمهم في محلتهم ودارهم، فدل على أنه هو الإمام الأعظم والرئيس المقدم، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين. وقوله تعالى: {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} ؛ أي: في الزروع والثمار. {لِنُرِيَهُ} ؛ أي: محمدًا. {مِنْ آيَاتِنَا} ؛ أي: العظام؛ كما قال تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} ٢. {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ٣؛ أي: السميع لأقوال عباده؛ مؤمنهم وكافرهم، مصدقهم ومكذبهم، البصير بهم؛ فيعطي كلاًّ منهم ما يستحقه في الدنيا والآخرة) انتهى.


١ الإسراء: ١.
٢ النجم: ١٨.
٣الإسراء: ١.

<<  <   >  >>