للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقتول، فينزل، فيجدهم موتى بعضهم على بعض، فينادي: يامعشر المسلمين! ألا أبشروا، إن الله تعالى قد كفاكم عدوكم. فيخرجون من مدائنهم وحصونهم، ويسرحون مواشيهم، فما يكون لها رعي إلا لحومهم، فتشكر عنه كأحسن ما تشكر عن شيء أصابته من النبات قط".

قال الإمام ابن كثير: "وهكذا أخرجه ابن ماجه من حديث يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق به، وهو إسناد جيد".

وقد أنكر بعض الكتاب العصريين وجود يأجوج ومأجوج ووجود السد، وبعضهم يقول: إن يأجوج ومأجوج هم جميع دول الكفر المتفوقة في الصناعة!

ولا شك أن هذا تكذيب لما جاء في القرآن، وتكذيب لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو تأويل له بما لا يحتمله، ولا شك أن من كذب بما جاء في القرآن أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو كافر، وكذلك من أوله بما لا يحتمله؛ فإنه ضال، ويخشى عليه من الكفر.

وليس لهؤلاء شبهة يستندون إليها؛ إلا قولهم: إن الأرض قد اكتشفت كلها، فلم يوجد ليأجوج ومأجوج ولا للسد مكان فيها.

والجواب عن ذلك أن كون المكتشفين لم يعثروا على يأجوج ومأجوج وسدهم لا يدل ذلك على عدم وجودهم، بل يدل عن عجز البشر عن الإحاطة بملكوت الله - عز وجل - وقد يكون الله - عز وجل - صرف أبصارهم عن رؤيتهم، أو جعل أشياء تمنع من الوصول إليهم، والله قادر على كل شيء، وكل شيء له أجل: كما قال تعالى: {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ لِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} ١، وما الذي أعمى أبصار الأوائل وأعجز قدراتهم عن كنوز الأرض التي اكتشفها المعاصرون كالبترول وغيره؛ إلا أن الله - عز وجل - جعل لذلك أجلاً ووقتا؟! فالله المستعان.


١ سورة الأنعام، الآيتان: ٦٦ـ ٦٧.

<<  <   >  >>