للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ} ١، وعن: {الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} ٢، وعن إبراهيم إذ قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى ... } ٣، وكما أخبر عن المسيح أنه كان يحيي الموتى بإذن الله، وعن أصحاب الكهف أنهم بعثوا بعد ثلاث مئة سنة وتسع سنين.

وتارة على ذلك بالنشأة الأولى؛ فإن الإعادة أهون من الابتداء، كما في قوله: {إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} ٤، وقوله: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} ٥، {وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} ٦.

وتارة يستدل على ذلك بخلق السماوات والأرض؛ فإن خلقها أعظم من إعادة الإنسان؛ كما في قوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} ٧.

وتارة يستدل عليه بتنزيه الله عن العبث؛ كما قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ... } ٨، {أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً} إلى قوله سبحانه: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} ٩؛ فالناس في هذه الدنيا منهم المحسن ومنهم المسيء، وقد يموتون ولا ينال أحدكم جزاء عمله؛ فلا بد من دار أخرى يقام فيها العدل بين الناس، وينال كل منهم جزاء عمله.

والإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان؛ كما يدل على ذلك القرآن في كثير من الآيات:

حيث يذكر الإيمان به تارة مع الإيمان بالأركان الستة التي هي: الإيمان


١ سورة بقرة، الآيتان: ٥٥ ـ ٦٥.
٢ سورة البقرة، الآية ٢٦٠.
٣ سورة الحج، الآية: ٥.
٤ سورة يس، الآية: ٧٩.
٥ سورة الإسراء، الآية: ٥١.
٦ سورة الروم، الآية: ٢٧.
٧ سورة الأحقاف، الآية: ٣٣.
٨ سورة المؤمنون، الآية: ١١٥.
٩ سورة القيامة، الآيات: ٣٦ ـ ٣٩.

<<  <   >  >>