ببعض في البرزخ ويوم المعاد كما تقدم في الحديث، ويجعل المؤمن مع النسم الطيب؛ أي: الأرواح الطيبة المشاكلة؛ فالروح بعد المفارقة تلحق بأشكالها وأخواتها وأصحاب عملها فتكون معهم هناك.
ومنها: أرواح تكون في تنور الزناة والزواني، وأرواح في نهر الدم تسبخ فيه وتلقم الحجارة.
فليس للأرواح سعيدها وشقيها مستقر واحد، بل روح في أعلى عليين، وروح أرضية سفلية لا تصعد عن الأرض".
قال: "وأنت إذا تأملت السنن والآثار، وكان لك بها فضل تعارضا؛ فإنها كلها حق يصدق بعضها بعض، لكن الشأن في فهمها، ومعرفة النفس وأحكامها، وأن لها شأنا غير شأن البدن ... ".
إلى أن قال: "وأنها تنقسم إلى مرسلة ومحبوسة، وعلوية وسفلية، ولها بعد المفارقة صحة ومرض، ولذة ونعيم وألم أعظم مما كان لها حال اتصالها بالبدن بكثير؛ فهنالك الحبس والألم والعذاب والمرض والحسرة، وهناك اللذة والراحة والنعيم والإطلاق".