للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومسلم عن أنس - رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"؛ أي: لا يؤمن الإيمان الكامل إلا من كان الرسول أحب إليه من نفسه وأقرب الناس إليه.

ومحبة الرسول تابعة لمحبة الله، ملازمة لها، ومن أحب الرسول صلى الله عليه وسلم، اتبعه، فمن ادعى محبته عليه الصلاة والسلام، وهو يخالفه فيما جاء به، فيطيع غيره من المنحرفين والمبتدعين والمخرفين، فيحيي البدع ويترك السنن؛ فهو كاذب في دعواه أنه يحب الرسول صلى الله عليه وسلم، أن المحب يطيع محبوبه.

فالذين يحدثون البدع المحالفة لسنة الرسول بإحياء الموالد وغيرها من البدع، أو يفعلون ما هو أعظم من ذلك من الغلو في النبي "ودعائه من دون الله وطلب المدد منه والاستغاثة به، ومع هذا يدعون أنهم يحبونه؛ فهذا من أعظم الكذب، وهم كالذين قال الله فيهم: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} ١؛ لأن الرسول "نهى عن هذه الأمور، وقد خالفوا نهيه، وارتكبوا معصيته، وهم يدعون أنهم يحبونه؛ فكذبوا، نسأل الله العافية.

٣ - الشرك في التوكل:

التوكل في اللغة معناه: الاعتماد والتفويض، وهو من عمل القلب، يقال: توكل في الأمر: إذا ضمن القيام به، ووكلت أمري إلى فلان: إذا اعتمدت عليه.

والتوكل على الله من أعظم أنواع العبادة التي يجب إخلاصها لله؛ قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ٢.

والتوكل على غير الله تعالى أقسام:


١ سورة النور، الآية: ٤٧.
٢ سورة المائدة، الآية: ٢.

<<  <   >  >>