للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفاصل: القاطع. يقول: هو أبداً على سيف الدولة. هذا الخليفة، لأن بقاء هذه الخلافة وبقاء دولتها بسيف الدولة، فهل أحد يشفق على هذا السيف القاطع؛ لتبقى هذه الخلافة.

يقدّ عداها بلا ضاربٍ ... ويسري إليهم بلا حاملٍ

يقد: أي يقطع. والهاء في عداها للخلافة وفي إليهم للعدا.

يقول: هذا السيف بخلاف سيف الحديد، فهو يقطع أعداء الخلافة بلا ضارب، ويسير إلى الأعداء بلا حامل.

وقيل: أراد أنه يذب عن الخلافة وحده، وليس من أوليائها معين ينصره.

تركت جماجمهم في النّقا ... وما يتحصّلن للنّاخل

النقا: الكثيب من الرمل.

يقول: رضضت جماجمهم فيما بين الرمل فصارت كالهباء، واختلطت بالرمل، فلو نخل الرمل أحد بمنخل لم يحصل له شيء.

وروى: وما يتخلصن أي ما يتميزن: أي أن جماجمهم، لا تتميز عن الرمل للناخل.

وأنبتّ منهم ربيع السّباع ... فأثنت بإحسانك الشّامل

يقول: طرحت هؤلاء السباع حتى أكلت، وأخضبت كما تخصب السوائم في الربيع، فصارت لحومهم للسباع كالربيع، فأثنت عليك السباع لذلك.

وعدت إلى حلبٍ ظافراً ... كعود الحلىّ إلى العاطل

العاطل: التي لا حلى عليها. يعني: أن حلب عريت عن زينتها لما فارقتها! فلما عدت إليها ظافراً، عادت زينتها، كالحلي إذا عاد للعاطل.

ومثل الّذي دسته حافياً ... يؤثّر فِي قدم النّاعل

يعني: هذا الذي وصلت إليه من الفتح العظيم بالهويني، لا يدركه غيرك بمشقة وتعب، أي وصلت إليه من غير آلة وعدة.

وكم لك من خبرٍ شائعٍ ... له شية الأبلق الجائل

يقول: ذكرك وخبر وقائعك مشهورة، كشهرة الفرس الأبلق فيما بين سائر الأفراس؛ إذا كان الأبلق جائلا من مكان إلى مكان كان أشهر وأظهر.

ويومٍ شراب بينه الرّدى ... بغيض الحضور إلى الواغل

وكم لك من يوم. وأيام العرب: حروبها. والواغل: الداخل في القوم؛ يشرب من غير دعوة. والهاء في بنيه لليوم.

يقول: كم لك من يوم حرب سقيت فيه أعداءك الموت، حتى كأن الواغل يبغض حضوره، وكان من عادته ألا يبغض ذلك؛ لأنه ليس بيوم شراب في الحقيقة.

تفكّ العناة وتغنى العفاة ... وتغفر للمذنب الجاهل

يقول: تطلق الأسرى، وتغني العفاة: أي السؤال، بما تعطيهم من الأموال، ومن أذنب إليك بجهل عفوت عنه.

فهنّأك النّصر معطيكه ... وأرضاه سعيك في الآجل

فاعل هناك معطيكه وفاعل أرضاه سعيك والهاء فيه ترجع إلى المعطى وهو الله تعالى والهاء في معطيكه للنصر.

يقول: هناك الله النصر الذي أعطاك، وأرضى الله سعيك في الآخرة، فأما هذه الدنيا فليس لها قدر يكون ثواباً لك! وهذا دعاء له.

فذى الدّار أخون من مومسٍ ... وأخدع من كفّة الحابل

ذي الدار: إشارة إلى الدنيا. والمومس: الفاجرة. والكفة: شرك الصائد. والحابل: صاحب الحبالة.

يقول: هذه الدنيا خبيثة كالمرأة الفاجرة، غدارة لا تدوم لأحد، فهي في الغدر كشرك الصائد الذي يظن الصيد فيه خيراً، فإذا فيه هلاكه!

تفانى الرّجال على حبّها ... وما يحصلون على طائل

يقول: إن الرجال تفانوا جميعاً - بقتل بعضهم بعضاً - في حب هذه الدار الغدارة، ثم يتركونها ولا يحصلون منها على فائدة وخير. والطائل: هو الخير.

وقال عند مسيره نحو أخيه ناصر الدولة لنصرته لما قصده معز الدولة أبو الحسن أحمد بن بويه الديلمي إلى الموصل في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة.

أعلى الممالك ما يبنى على الأسل ... والطّعن عند محبيّهنّ كالقبل

يقول: أشرف الممالك قدراً، ما ملك عنوة، وفتح بأطراف الأسنة، وكان الطعن عند من أحب هذه الممالك، أحلى من قبل الأحباب.

وما تقرّ سيوفٌ في ممالكها ... حتّى تقلقل دهراً قبل في القلل

أي ما تستقر مملكة سيف الدولة، ولا تستقر سيوف في مملكته، حتى يقلقل أعداءه، وتتحرك سيوفه دهراً في رءوس الأعداء. ومثله لأبي تمام:

سأجهد عزمي والمطايا فإنّني ... أرى العفو لا يمتاح إلاّ من الجهد

مثل الأمير بغى أمراً فقرّبه ... طول الرّماح وأيدي الخيل والإبل

<<  <   >  >>