للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الهاء في تخالطه للحصى.

يقول: إن لم تخالط ضواحك الأسنان الحصى بين يدي عضد الدولة، فلمن يدخرون تقبيل الأرض أي ليس أحد يستحقها غيره.

في وجهه من نور خالقه ... قدرٌ هي الآيات والرّسل

يقول: ما في وجهه من النور والجمال، يقوم مقام المعجزات التي هي الآيات، وما يأتي به الرسل؛ لما فيه من ظهور قدرة الله تعالى وعظمته فيه.

فإذا الخميس أبى السّجود له ... سجدت له فيه القنا الذّبل

يقول: إذا امتنع الجيش عن طاعته والسجود له، سجدت له فيه الرماح.

يعني: أن الرماح تنحني لطعن الآبين للسجود، فيجري ذلك مقام سجود الرماح. أي: إن لم يخضع له طوعاً، خضع له كرهاً. والهاء في فيه للخميس.

وإذا القلوب أبت حكومته ... رضيت بحكم سيوفه القلل

القلل: جمع القلة، وهي أعلى الرأس.

يقول: من لم يرض بحكمه ضرب رأسه بالسيف، فكأنه راض بحكم السيف.

أرضيت وهسوذان ما حكمت ... أم تستزيد؟ لأمّك الهبل!!

يقول: هل رضيت يا وهسوذان بما حكمت السيوف فيك؟ أم تطلب زيادة عليه، ثم دعا عليه بالهلاك فقال: ثكلتك أمك.

وردت بلادك غير مغمدةٍ ... وكأنّها بين القنا شعل

يقول: إن السيوف وردت بلادك يا وهسوذان وهي مجردة من أغمادها، فكأنها بين الرماح، شعل النيران بين الحطب.

والقوم في أعيانهم خزرٌ ... والخيل في أعناقها قبل

الخزر: ضيق العينين. والقبل: إقبال إحدى العينين على الأخرى، والخيل تفعله لعزة أنفسها.

يقول: قصدك فرسان خزر العيون؛ لأنهم أتراك، أو فعلوا ذلك غضباً، على خيل عربية عزيزة الأنفس.

فأتوك ليس لمن أتوا قبلٌ ... بهم وليس بمن نأوا خلل

الأصل: لمن أتوه، ولا بمن نأوا عنه، فحذف الضمير.

يقول: أتاك جيش ركن الدولة ولم يكن لك به طاقة، ولم تقدر على مقاومتهم، ولم يكن بركن الدولة، لما نأى جيشه عنه لمحاربتك خلل. يصف كثرة جيش ركن الدولة.

لم يدر من بالرّيّ أنّهم ... فصلوا ولا يدري إذا قفلوا

فصلوا: أي ارتحلوا.

يقول: لما فصلوا عن الري لم يعلم بهم أحد، وكذلك إذا رجعوا لا يعلمون برجوعهم؛ لأنهم لا يظهرون في جملة العسكر. ومن بالري قيل: أراد به ركن الدولة. ويجوز أن يريد به أهل الري، إنهم لا يعلمون لهم خروجاً ولا قفولاً.

فأتيت معتزماً ولا أسدٌ ... ومضيت منهزماً ولا وعل

يقول: لما قصدوك أتيتهم أنت معتزماً، ولا أسد يقدم مثل إقدامك، ثم انهزمت ولا وعل ينهزم مثل انهزامك.

تعطى سلاحهم وراحهم ... ما لم تكن لتناله المقل

يقول لوهسوذان: تعطي سلاح عساكر ركن الدولة جيوشك فتقتلها، وتعطي راحات أكفهم من ذخائرك وغنائم القتلى وأسلابهم، ما لم تكن العيون تناله لعزته.

يعني: مكنت سلاحهم منكم، وراحهم من أموالكم وذخائركم، فكأنك أعطيتها هذه الأشياء.

قال ابن جني: قوله: وراحهم إشارة إلى الصفع، يعني لصفعوا قفاك وقتلوا خيلك.

أسخى الملوك بنقل مملكةٍ ... من كاد عنه الرّأس ينتقل

يقول أسخى الملوك من نقل مملكته إلى غيره عندما يخاف أن ينقل عنه رأسه.

يعني: نجوت برأسك وسمحت بمملكتك.

لولا الجهالة ما دلفت إلى ... قومٍ غرقت وإنّما تفلوا

دلفت: قربت، وقيل: الدلف: المشي الرويد والسريع.

يقول: لولا جهلك لم تقرب من قوم بصقوا عليك فغرقت في بصاقهم، أي انهزمت بيسير من عسكرهم.

لا أقبلوا سرّاً، ولا ظفروا ... غدراً، ولا نصرتهم الغيل

الغيل: جمع الغيلة، وهي الخديعة.

يقول: لم يقصدوا إليك خفيةً، بل جاءوك مجاهرة، ولا ظفروا بك على سبيل الغدر، لأن هذا مذموم يدل على ضعف الطالب، ولا نصرهم المكر عليك والخديعة.

لا تلق أفرس منك تعرفه ... إلاّ إذا ما ضاقت بك الحيل

يقول: لوهسوذان: من عرفت أنه أفرس منك فلا تقاتله، إذا ما كان لك حيلة في مسالمته، وإنما تحاربه إذا ضاقت الحيل.

لا يستحي أحدٌ يقال له: ... نضلوك آل بويه أو فضلوا

نضلوك: أي غلبوك، وأصله في الرمي. يقال: تناضل الرجلان ففضل أحدهما صاحبه. وأتى بعلامة الجمع مع تقدم الفعل على مذهب من قال: أكلوني البراغيث.

يقول: إن الناس قد انقادوا لآل بويه، فلا يستحي أحد إذا قيل له: إن آل بويه غلبوك ونضلوك، وذلك لا يخفي على أحد.

<<  <   >  >>