للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أوفت: أي أشرفت، وقيل أقبلت. والفدر: جمع فدور، وهو المسن من الأوعال، وهي تيوس الجبل. والضال: السدر البري، والعرب تتخذ منها القسي شبه قرونهاً لطولها وانعطافها بالقسي، وجعلها مرتدية بها، لانعطافها من رءوسها إلى أكفالها.

نواخس الأطراف للأكفال

يكدن ينفذن من الآطال

النواخس: من نخست الدابة بعود: دفعتها به، والآطال: الخواصر، واحدها إطل.

يقول: طالت قرونها حتى نخست أكفالها، وأطراف هذه القرون تكاد تنفذ في الخواصر؛ لحدتها واعتراضها.

لها لحىً سودٌ بلا سبال

يصلحن للإضحاك لا الإجلال

يقول: لهذه الفدر: وهي التيوس، لحىً سود، ليس لها شوارب، ولحاها تصلح لأن يضحك منها ويسخر من صاحبها، ولا تصلح للإجلال، بخلاف سائر اللحى، وكان القياس أن يقول: بلا أسبلة، لكن أقام الواحد مقام الجمع.

كلّ أثيثٍ نبتها متفال

لم تغذ بالمسك ولا الغوالي

الأثيث: كثير النبت يقال شعر أثيث إذا كان صفيقاً كثيفاً. والمتفال: المنتنة الرائحة. والغوالي: جمع الغالية.

يقول: لكل منها لحية كثيفة ملتفة الشعر منتنة الريح لم تغذ بالمسك ولا الغالية.

ترضى من الأدهان بالأبوال

ومن ذكيّ المسك بالدّمال

الدمال: السرجين.

يقول: تستعمل البول بدل الدهن، والبعر بدل المسك. وقيل: إن الوعل يشرب بوله، فهو ينصب على لحيته.

لو سرّحت في عارضي محتال

لعدّها من شبكات المال

بين قضاة السّوء والأطفال

سرحت: أي مشطت، وعارضا الرجل: جانبا وجهه. يعني: أن لحيته كبيرة تصلح للعدول والقضاة، فلو كانت في وجه رجل صاحب حيلة لعدها من الشبكات التي يصطاد بها المال، بين قضاة السوء والأطفال. يعني: يأكل بها أموال الأيتام التي في حجر القضاة.

شبيهة الإدبار بالإقبال

لا تؤثر الوجه على القذال

القذال: مؤخر الرأس.

يقول: إن وجهها مثل أقفائها في كثرة الشعر، وإقبالها مثل إدبارها، ففي وجهها من شعر نواصيها ما يشبه أذنابها، فلا يتميز إقبالها من إدبارها ولا وجهها من قفاها.

وقيل: إنها رميت من كلا الجانبين، فهي ما بين النبال أقبلت أم أدبرت. ثم أخبر أنه لا يؤثر في الرمي بعض الأعضاء على البعض، بل هو مرمي من خلفه وقدامه.

فاختلفت في وابلي نبال

من أسفل الطّود ومن معال

يعني: اختلفت الأوعال في وابلين من السهام: من أسفل الطود، وهو الجبل، ومن فوقه. يعني: ان الرماة كانوا يرمونها من أعلى الجبل ومن تحته، وشبه كثرة السهام بالمطر الوابل. وقول: من معال. أي: من أعلى الجبل.

قد أودعتها عتل الرّجال

في كلّ كبدٍ كبدي نصال

العتل: القسي الفارسية الواحد عتلة، وهي القسي التي نشاهدها، وكبدي النصل: جانباه.

يقول: قد رمتها قسي الرجال، من فوق ومن تحت، فأثبتوا في كبد كل وعل سهمين. والهاء في أودعتها للوعول.

فهن يهوين من القلال

مقلوبة الأظلاف والإرقال

يهوين: أي يسقطن من القلال. أي: من رءوس الجبال. يعني: أنها كانت تسقط من أعالي الجبال معكوسة على رءوسها إلى أسفل، فأظلافها فوق جسومها، وكذلك عدوها معكوس مقلوب. والإرقال: ضرب من السير السريع.

يرقلن في الجوّ على المحال

في طرقٍ سريعة الإيصال

يرقلن: أي يسرعن. والمحال: جمع محالة، وهي فقار الظهر. أي كانت تهوي على ظهورها في طرق سريعة الإيصال لها إلى الأرض.

ينمن فيها نيمة الكسال

على القفيّ أعجل العجال

الهاء في فيها للطرق. والنيمة: الهيئة للنائم، كالجلسة والكسال: جمع كسلان. والعجال: جمع عجلان. والقفى: جمع قفا.

يقول: ينمن في الطرق التي يهوين فيها كما تنام الكسالى على أقفائها، تشبيهاً بنوم الكسلان الذي إذا نام لا يحب الحركة والعجلة ولا ينتبه بالتحريك.

لا يتشكّين من الكلال

ولا يحاذرن من الضّ؟ لال

يعني: لا تشكو كلالا؛ لأن هويتها حركة طبيعية، فلا مشقة عليها فيها ولا يحاذرن من الضلال. يعني أنها لا تخطئ الحضيض؛ لأن المرمى من شاهق لا ينفك من الهوى والسقوط.

فكان عنها سبب التّرحال

تشويق إكثارٍ إلى إقلال

الهاء في عنها للأيائل، والوعول.

<<  <   >  >>