للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقتضي أن يكون الشاهد عالما بأن لا إله إلا الله, قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (١) وينبغي أن يكون الناطق بها شاهدا فيها, فقد قال الله تعالى- ما أوضح به- أن الشاهد بالحق إذا لم يكن عالما بما شهد به, فإنه غير بالغ من الصدق به مع من شهد لك (٢) بما يعلمه في قوله تعالى: {إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (٣) .

قال: واسم الله: مرتفع بعد إلا, من حيث أنه الواجب له الإلهية, فلا يستحقها غيره سبحانه.

قال: واقتضى الإقرار بها أن تعلم أن كل ما فيه أمارة للحدث فإنه لا يكون إلها, فإذا قلت: إلا إله إلا الله. اشتمل نطقك هذا على أن ما سوى الله ليس بإله، فيلزمك إفراده سبحانه بذلك وحده.

قال: وجملة الفائدة في ذلك: أن تعلم أن هذه الكلمة هي مشتملة على الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، فإنك لما نفيت الإلهية, وأثبت الإيجاب لله كنت ممن كفر بالطاغوت وآمن بالله. انتهى.

وقال أبو عبد لله القرطبي في التفسير: إلا إله إلا هو. أي: لا معبود إلا هو (٤) .

وقال الزمخشري (٥) : الإله من أسماء الأجناس كالرجل والفرس, اسم (٦) يقع على كل معبود بحق أو باطل, ثم غلب على المعبود بحق (٧) .


(١) سورة محمد آية ١٩.
(٢) (ع) : لك. ساقطة.
(٣) سورة الزخرف آية ٨٦.
(٤) نقله العلامة عبد الرحمن بن حسن في "فتح المجيد"/٣٣.
(٥) أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري. لغوي من كبار المعتزلة ت٥٣٨. "اللسان"٦/٤.
(٦) (ط) : اسم. ساقطة.
(٧) "الكشاف" ١/٣٦.

<<  <   >  >>