للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال البقاعي/: لا إله إلا الله. أي: انتفى انتفاءا عظيما أن يكون معبود (١) بحق غير الملك الأعظم؛ فإن هذا العلم هو أعظم الذكرى المنجية من أهوال الساعة, وإنما يكون علما إذا كان نافعا, وإنما يكون نافعا إذا كان مع الإذعان والعمل بما تقتضيه, وإلا فهو جهل صرف. انتهى (٢) .

وجميع المفسرين يفسرون الإله بالمعبود. والمشركون يعرفون ذلك؛ لأنهم أهل اللسان. فلما طلب منهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقولوا: لا إله إلا الله. قالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب (٣) .

وهم يعترفون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور, رب كل شيء ومليكه؛ كما أخبر الله عنهم بذلك في مواضع كثيرة من كتابه.

والله سبحانه فرض على عباده معرفة معنى: لا إله إلا الله, وأن يعلموا أن لا إله إلا هو (٤) . قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} .

وترجم البخاري على الآية فقال: باب العلم قبل القول والعمل (٥) .

أشار (٦) إلى أن العلم بمعنى: لا إله إلا الله, أول واجب. ثم بعد ذلك القول والعمل.

وقال الله تعالى: {هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (٧) لم يقل: ليقولوا: إنما هو إله واحد (٨) .


(١) الأصل و (ط) : معبودا.
(٢) نقله الشيخ عبد الرحمن بن حسن في "فتح المجيد"/٣٤.
(٣) حكى الله ذلك عنهم في سورة ص آية ٥.
(٤) (ع) : الله.
(٥) صحيح البخاري ١/١٥٩ "فتح".
(٦) (ط) إشارة.
(٧) سورة إبراهيم آية ٥٢.
(٨) ما بينهما ساقط من (ع) و (ط) .

<<  <   >  >>