ويقوده العدل والإنصاف, دون أن يسمح لواش أو كاذب مفتون أن يتسلل إلى صفائه ليعكره, أو طريقه ليعطله ويصرفه عن وجهته التي يحبها الله ورسوله وأهل الإيمان والفضيلة والغيرة والشرف.
والتأريخ أعظم شاهد على أهمية وحساسية هذه العلاقة الحميمة.
فحسبك أن تنظر إلى ما حدث هنا وهناك على امتداد الأدوار التاريخية المتعاقبة وسوف تجد مصداق ذلك ظاهر كرابعة النهار.
موضوع الكتاب:
هذا السفر حلقة من حلقات الجهاد العبق, وصفحة من صفحاته, اضطلع به رجال الدعوة وأبلوا فيه بلاءا حسنا منذ أن تعرضوا لأول كيد ووصلت إليهم طليعة الانحراف والتحجر. فقيضهم الله منافحين محتسبين حتى ردوا كيدهم وكشفوا عوار أقوالهم, وفضحوا مؤامراتهم.
وهكذا تسلسلت حلقات الحب والصدق والدعوة؛ لتستمر مسيرة الخير تنير للناس الطريق وتهديهم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين, واجه كغيره من علماء تلك الفترة الحرجة, بعض الوجوه الكالحة التي استمرأت البدعة, وعشعش الانحراف في قلوبهم وعقولهم، فأصبحوا أسارى التخلف والتبعية.
فقام رحمه الله بواجبه, وأدى حق العلم الذي أئتمن عليه هو وإخوانه من أهل العلم والإيمان.
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا، يحكي بصدق جانبا من جهاده.
وقد استهله بمقدمة ضافية, بين فيها الغاية من الخلق ومعنى العبودية ومقتضياتها, ومعنى كلمة التوحيد الخالدة.
وأوضح ضلال وتناقض من قال بأن كلمة لا إله إلا الله ترفع الحرج حتى وإن ارتكب الشرك وعبد غير الله.