للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وحدانيته, وأنه خالق كل شيء, وأن ما دون هذا بأن يكون خلقا له أولى؛ إذ هو منفعل عن مخلوقاته العظيمة، فخالق السبب التام, خالق للمسبب لا محالة.

وجماع ذلك: بأن (١) الشرك نوعان:

شرك في ربوبيته: بأن يجعل معه لغيره (٢) تدبير (٣) ما, كما قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ} (٤) .

فبين (٥) أنهم لا يملكون ذرة استقلالا, ولا يشركونه في شيء من ذلك, ولا يعينونه على ملكه. فمن لم (٦) يكن مالكا ولا شريكا ولا عونا, فقد انقطعت علاقته.

وشرك في الألوهية: بأن يدعا غيره: دعاء عبادة، أو دعاء مسألة. كما قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (٧) فكما أن إثبات المخلوقات أسبابا: لا يقدح في توحيد الربوبية, ولا يمنع أن يكون الله خالق كل شيء, ولا يوجب (٨) (أن يدعا المخلوق دعاء عبادة أو دعاء استعانة.

كذلك إثبات بعض الأفعال المحرمة من شرك أو غيره، أسبابا: لا يقدح في توحيد الألوهية, ولا تمنع) (٨) (٩) أن يكون الله هو الذي يستحق


(١) (ع) (ط) :أن.
(٢) (ع) (ط) : لغيره معه.
(٣) الأصل: تدبيرا.
(٤) سورة سبأ آية ٢٢.
(٥) (ع) (ط) : فتبين.
(٦) الأصل: فلم.
(٧) سورة الفاتحة آية٥.
(٨) ما بينهما معلق في هامش (ع) وبجواره كلمة صح.
(٩) (ع) (ط) : الإلهية ولا يمنع.

<<  <   >  >>