للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المعروف منكرا والمنكر معروفا, والسنة بدعة والبدعة سنة، ونشأ في ذلك الصغير وهرم عليه الكبير، وطمست الأعلام واشتدت غربة الإسلام، وقل العلماء وغلبت السفهاء، وتفاقم الأمر واشتد البأس، وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس.

ولكن لا تزال طائفة من العصابة المحمدية بالحق قائمين، ولأهل الشرك والبدع مجاهدين, إلى أن

يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين. انتهى (١) .

والأمر كما قال رحمه الله: أن سبب حدوث الشرك وظهوره: ظهور (٢) الجهل (٣) وخفاء العلم, وقلة العلماء وغلبة السفهاء.

فيستبين (٤) لطالب الحق: أن من جادل عن المشركين، وسهل عليهم ما ارتكبوه من الشرك, واحتج لهم بالحجج الباطلة: أنه فاقد أهل العلم وأفرضه، فيستحق أن يوصف بالجهل، وإن كان له اشتغال بأنواع من العلوم القليل نفعها.

ففي هذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة" (٥) .


(١) "زاد المعاد في هدي خير العباد" ٣/٥٠٦-٥٠٧.
(٢) (ط) : وظهوره: ظهور. ساقط.
(٣) (ط) : و. ساقطة.
(٤) (ع) : فتبين (ط) : فيتبين.
(٥) أخرجه البخاري في "الصحيح" رقم ٣٤٥٦، ومسلم في "الصحيح" رقم ٢٦٦٩، وأحمد في "المسند" ٣/٨٤، ٨٩، ٩٤ من حديث أبي سعيد الخدري، وأخرجه البخاري في "الصحيح" رقم ٧٣٢٠، وابن ماجه في "السنن" رقم ٣٩٩٤، وأحمد في "المسند" ٢/٣٢٧, ٤٥٠، ٥٢٧ من حديث أبي هريرة، وجملة "حذو القذة بالقذة" لم تخرج في الصحيحين، وإنما هي من حديث شداد بن أوس عند أحمد في "المسند" ٤/١٢٥.

<<  <   >  >>