للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الغائب إذا نذر لها. وهذا شرك ومحادة لله ورسوله (١) .

وقال أبو محمد، عبد الرحمن بن إسماعيل الشافعي، المعروف بأبي شامة (٢) - في كتاب البدع والحوادث-: ومن هذا القسم أيضا: ما قد عم الابتلاء به، من تزيين الشيطان للعامة تخليق الحيطان (٣) والعمد، وسرج مواضع مخصوصة، يحكي لهم حاك أنه رأى في منامه بها أحدا ممن شهر بالصلاح والولاية، فيفعلون ذلك, ويحافظون عليه، مع تضييعهم فرائض الله وسننه، ويظنون أنهم متقربون بذلك (٤) .

ثم يتجاوزون هذا، إلى أن يعظم وقع تلك الأماكن في قلوبهم، فيعظمونها (٥) ، ويرجون الشفاء (٦) لمرضاهم وقضاء حوائجهم بالنذر لهم،وهي من بين عيون وشجر وحائط!!.

وفي مدينة دمشق- صانها الله – من ذلك مواضع متعددة: كعوينة الحمى خارج باب توما، والعمود المخلق داخل باب الصغير، والشجرة الملعونة اليابسة خارج باب النصر في نفس قارعة الطريق- سهل الله قطعها واجتثاثها من أصلها- فما أشبهها بذات أنواط الواردة في الحديث – وذكر الحديث-.

ثم قال: قال أبو بكر الطرطوشي (٧) : فانظروا رحمكم الله. أينما وجدتم: سدرة أو شجرة يقصدها الناس، ويعظمونها، ويرجون البرء


(١) "تنبيه الغافلين" للنحاس /٤٠٣.
(٢) حافظ أصولي، وداعية إلى السنة. ت٦٦٥. "شذرات الذهب"٥/٣١٨.
(٣) خلَّقه تخليقا: طيبه فتخلق به. ترتيب القاموس ٢/١٠٠.
(٤) ما بينهما معلق في هامش الأصل، وبجواره كلمة صح.
(٥) (ع) (ط) : فيعظمونها: ساقطة.
(٦) (ع) (ط) : الشفاعة.
(٧) محمد بن الوليد بن محمد بن خلف، تلميذ أبي الوليد الباجي الإمام الكبير، حافظ فقيه، نقي المشرب. ت٥٢٠ "سير أعلام النبلاء" ١٩/٤٩٠.

<<  <   >  >>