يجد في كل مرحلة من مراحل حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أسبابا تفسر نجاحه.
وبالرغم من محاولة لاروس إظهار نوع من الموضوعية عند معالجة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم واعتماده مناهج العلوم الإسلامية في عصره إلا أنه لم يسلم من الوقوع في كثير من الأخطاء والمزالق وسبب ذلك عدم قدرته على التخلص من أفكاره السابقة عن الإسلام مما كان يعد خلال القرن التاسع عشر شيئا عاديا ومألوفا لدى كل الغربيين. حتى إن بعض تلك الأفكار السابقة قد ساغها في قوالب للطعن والافتئات مثل الزعم بأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر أصحابه بنشر الإسلام بالعنف والقوة والسلاح والزعم أيضا بأنه صلى الله عليه وسلم قد طرد يهود بني قينقاع بسبب رفضهم اعتناق الإسلام والزعم أيضا بأن أهل المدينة إنما استجابوا لدعوة الإسلام، بسبب كرههم وعداوتهم لأهل مكة.
إن مثل هذه الطعون والشبهات الواردة في المعاجم الأجنبية الضخمة لها تأثيرها البالغ في فهم الغربيين للإسلام، إذ مثل هذه المعاجم تعد أداة عمل ومفتاحا من مفاتيح الثقافة الرئيسة في البحث عن المعلومات والأفكار تلجأ إليها كل الشرائح الثقافية من طلبة وأساتذة وعموم المثقفين، ومن الصعب جدا مقاومة هذا الاتجاه في التأليف والتصنيف، فالأمر لا يتعلق بمؤلف بسيط يمكن الرد عليه بمؤلف آخر يفنده ويرد على أباطيله، وإنما الأمر يتعلق بمعاجم عالمية ودولية تتولاها جهات غربية تتبنى من خلالها مواقفها في الفكر والثقافة.