للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى المستشرقين الذين يؤتمنون على المنهج الغربي في دراسة الإسلام وهو المنهج القائم على التحريف والطعن والتحامل، كما يتم الحرص على الاستعانة والاستئناس بكل ما كتب في الموضوع وبخاصة في الثقافة الاستشراقية مع السعي إلى التهوين من شأن ما كتبه العلماء المسلمون المعاصرون. وقد جاءت أحداث السيرة النبوية في الموسوعة مشوبة بكثير من التشكيك والتهوين من مصداقيتها، ويتم التسويغ لذلك بدعوى أن الروايات التي تناقلتها كتب السيرة عن تلك الأحداث غامضة وأن القرآن سكت عنها، أما المرحلة المدنية من الدعوة فقد تم التقليل من أهميتها كمرحلة تم خلالها تأسيس الدولة الإسلامية بعد أن قويت شوكة المسلمين وأظهر الله دينه الحق. ولم يكن غريبا أن تفتتح الموسوعة الحديث عن هذه المرحلة بقولها: "إن أهل المدينة لم يكونوا يرغبون في استمالة واعظ ملهم (١) إلى مدينتهم بقدر ما كانوا يرغبون في كسب زعيم سياسي قادر على إصلاح علاقاتهم التي فسدت بسبب الحروب القبلية" (٢) ، ولا شك أن الهدف من هذا الافتراء القائم على تحليل مادي متهافت هو الإيحاء بأن الدوافع التي دفعت أهل المدينة إلى قبول دعوة الإسلام هي دوافع سياسية دنيوية صرفة لا مكان بينها للدوافع الدينية والإيمانية.


(١) هكذا يوصف النبي صلى الله عليه وسلم ولا يوصف بالنبوة والرسالة، ويدأب المستشرقون –في كثير من الأحيان-على وصفه عليه الصلاة والسلام بالمصلح الديني، وقد أكثرت الموسوعة من استخدام هذا النعت لإظهاره صلى الله عليه وسلم في مظهر المفكر العبقري الذي استطاع بقوة فكره ان يبتكر هذا الدين الجديد.
(٢) Muhammed in Encyclopèdie de l’Islam ; ème édition (Brill) Tome p

<<  <   >  >>