للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فهي رؤيا صحيحة، فعلى هذا متى وقع في نفس الرائي أنه رأى النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فهو قد رآه، سواء كان على هيئته المنقولة في اليقظة أم لا، وقد كنتُ أقمت دهرًا أظن أنَّ هذا إنما يكون فيما إذا رأى تلك الصورة بعينها، وإنما يعلم بذلك الصحابة الذين رأوهُ في اليقظة، أو من وفقه الله لذلك من غيرهم، ثم اعترضت على نفسِي بأنَّ ذلك إنما يكون لو كانت رؤيا بصرية وإنما هي حلمية، ثم باتحاد الشرط والجزاء -ولا بد من تغايرهما- فسلكت الطريقة المتقدمة، ومع ذلك إذا وقع في نفسِهِ أو في سمعه في المنام أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[أمره بأمرٍ، لا يجب العمل به؛ لأنَّ الذي أخبره به النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] هي رؤيته، ولم يخبرنا بأنه يقول له ويكلمه، والنَّائم ليس على يقين من كلامه ولا من كلام تلك الصُّورة المرئية، وليست تلك رؤية بصريَّة بل رؤيا حلميَّة أكثر النَّاس لا يعرفون حقيقتها؛ فلذلك لا يجب الأخذ بها، لكن إذا لم يكن فيها مخالفة لحكم الظاهر يحسن العمل بها أدبًا مع صُورته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مثالَهَا، ولا تقول أنَّ النَّبيَّ

- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَهُ وَلَا خَاطَبَهُ ولا انتقل من مكانه، ولا أحاط علمه الشريف بذلك البتة، وإنما الله أراه إياه لحكمة علمها قد يكون ذلك، وقد يكون عن علم من النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، الله أعلم أي الحالتين كان.

وقد يختلف بعض الرائين مع بعض في ذلك، وقد يقع في نفس نائم أنه رأى ولَم يكن رأى، فلا يوجد الشرط الذِي رتب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -