للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والخطابي كثيراً ما ينقل عنه البيهقي ويعتمد آراءه، كما سيتضح لنا ذلك من هذا البحث فيما بعد إن شاء الله.

وممن ذهب إلى القول بعدم الحصر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وذكر توجيهاته لحديث أبي هريرة التي أجاد فيها وأوضح مستند القائلين بأن لله أسماء أخرى غاية الإيضاح ١. وقد ذهب إلى ذلك أيضاً تلميذه ابن القيم رحمه الله٢، والإمام البغوي٣.

وقد تبنى هذا الرأي قبل البيهقي الشيخ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي، وهو أحد مشايخه، إلا أن له نظراً في تأويل الحديث يختلف عن التأويلات السابقة حيث قال: "وليست الفائدة في حصر أسمائه الحسنى بتسعة وتسعين المنع من الزيادة عليها، لورود الشرع بأسماء له سواها، وإنما فائدته أن معاني جميع أسمائه محصورة في معاني هذه التسعة والتسعين"٤.

ومهما اختلفت وجهات نظر القائلين بعدم الحصر في بيان المقصود من العدد الوارد في الحديث، فإنها جميعاً تتفق على أن العدد الوارد له معنى لا يقتضي الحصر، وكلّها آراء محتملة.

والبيهقي - رحمه الله - يذهب في إثبات أسماء أخرى لله تعالى إلى مدى أبعد، فإنه ممن يقول بأن الحروف المقطعات في أوائل بعض السور هي من أسماء الله، متابعاً بذلك ابن عباس رضي الله عنه، وغيره من المفسرين٥.


١ انظر: مجموع الفتاوى٢٢/٤٨٢-٤٨٦.
٢ انظر: بدائع الفوائد١/١٦٦.
٣ انظر: شرح السنة٥/٣٥.
٤ أصول الدين للبغدادي ص:١٢٠.
٥ انظر: الأسماء والصفات ص: ٩٤، و٩٥.

<<  <   >  >>